السلام عليكم متابعينا لكرام، كما هو واضح في العنوان فان هناك معصية عظيمة يفعلها كثير من المسلمين للاسف الشديد وهي معصية خطيرة رغم انها قد تبدو للبعض معصية بسيطة وصغيرة، وهذه المعصية - ايها الكرام - عظيمة جدا لانه اذا قام بها العبد كتبه عند الله تعالى - مالم يتب ويستغفر من ذنبه - من اهل النار والعياذ بالله.
اهلا بكم من جديد ايها الاحبة، ورد في الاثر أن امرأة أتت إلى نبي موسى عليه السلام تائبة وقالت له يا موسى لقد زنيت وقد حملت سفاحا من الزنا وحينما أنجبت الطفل قمت بقتلته فقال لها نبي موسى عليه السلام: ما هذا العمل الشنيع الذي فعلت، اخرجي من هذا المكان قبل أن ينزل الله تعالى علينا نارا من السماء بسبب ما اقترفت يداك وحين ذهبت تلك المرأة، أرسل الله سبحانه وتعالى ملك من ملائكة السماء إلى نبي الله موسى عليه السلام يقول له: ماذا فعلت بتلك المرأة التائبة، أما وجدت من هو أفجر منها؟
فقال موسى عليه السلام: ومن أفجر منها؟
فقال له الملك: تارك الصلاة عامداً متعمداً، فعمله أعظم مما قامت به هذه المرأة المسكينة التائبة إلى الله عز وجل.
والله يا الأحبة لما سمعت هذه القصة المعبرة لاول مرة اقشعر جسدي كله، وفكرت مليا في حالنا وحال شبابنا للاسف الشديد، فكثير منهم تجده لم يركع لله ركعة واحدة طيلة حياته، وتجد بعضهم يصلون فرضين أو ثلاث ولا يبالون بالفروض الأخرى، وبعضهم يصلي ويقطع الصلاة بدون أي عذر شرعي كأن الدين عندهم لعبة، فنسالك يا ألله يا تواب يا كريم ان تتجاوز عليهم وعلينا وتسترنا يا رب العالمين وتثبتنا على طاعتك.اللهم آمين
وبعد هذا قد يقول قائل ماهي الادلة الشرعية الإسلامية التي تبين خطورة هذا الفعل الخطير.
1. الأدلة من القرآن الكريم:
نذكر من الادلة الشرعية القرآنية على سبيل المثال ما ورد في القران الكريم حيث يقول الله تعالى في سورة مريم وتحديد في الآية 59 منها: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا).
ويقول الصحابي الجليل ابن عباس ترجمان القران رضي الله عنه في تفسير هذه الاية الكريمة : ليس معنى أضاعوا الصلاة تركوها بالكلية... ولكن هؤلاء كانوا يجمعونها فيوخرونها، حيث يؤخرون صلاة الظهر إلى صلاة العصر ويؤخرون صلاة المغرب إلى صلاة العشاء.. وهكذا دواليك... والغي: واد في جهنم تستعيذ منه النار لشدة حره!
وكذلك قد جاء عن جماعة من السلف الصالح في تفسيرهم لقوله تعالى من سورة الماعون: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [سورة الماعون:4-5].
إن المقصود بهؤلاء المصلين الذين يتهاونون في صلاتهم ويؤخرونها عن وقتها... فإن كان الأمر كذلك فعلى كل من يقوم بهذا الفعل التوبة إلى الله تعالى وعدم التهاون في صلاته.
2. الأدلة من السنة النبوية:
أما الأدلة من السنة النبوية الشريفة فنذكر منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر" رواه الامام الترمذي.
وقد روي أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لا تتركن صلاة متعمداً. فإنه من ترك صلاة متعمداً برئت منه ذمة الله". وهذا الحديث حديث قد رواه الإمام الطبراني وحسنه الإمام الألباني.
تخيلوا يا اخوتي الكرام.. ذمة الله تبرأ من تارك الصلاة بشكل متعمد!! وهذا معناه أنه لا رعاية ولا حماية ولا حراسة تشمله من الله سبحانه وتعالى ... فيغدو ذلك الشخص مكشوف الظهر للمصائب والازمات وتغدو حياته حياة ضنكا.
وفي السياق نفسه يقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الإسراء والمعراج كما هو ثابت في صحيح البخاري من حديث سمرة بن جندب رضوان الله عليه أن رسول الله قال: "ورأيت ليلة أسري بي أناساً من أمتي ترضخ رؤوسهم بالحجارة (أي تكسر بها) كلما رضخت عادت فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين كانت رؤوسهم تتكاسل عن الصلاة!!" الحديث متفق عليه في الصحيحين.
فهل يصر أحد بعد هذا الذي قيل على جمع الصلوات!!. أو تاخيرها عن وقتها بدون عذر شرعي، وتذكر أخي المسلم أن الصلاة هي عماد الدين وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فاذا صلحت صلح العمل كله أما إذا فسدت فسيفسد العمل كله، ولن تدخل الجنة إلا اذا غفر الله لك هذه المعصية العظيمة، تذكر أن من السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم". الحديث أخرجه البخاري ومسلم ومالك وأبو داود والترمذي والنسائي.
كما ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يرخص في ترك صلاة الجماعة لذلك الرجل الأعمى الذي ليس له قائد يقوده لحضور الصلاة في المسجد كما هو مثبت في صحيح مسلم وسنن أبي داود، فدل على وجوب الصلاة ووجوب أدائها في الجماعة، فعليكم أن تتقوا الله وتتوبوا من تأخير الصلاة، أو جمعها بدون عذر شرعي، والله أعلم...
وختاما لاتنسوا دعمنا بالاشتراك في قناتنا على اليوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء كما لا تبخلوا علينا بلايك لتحفيزنا... كما اننا سنكون سعداء جداً بزيرتكم لموقعنا ومتابعتها في صفحاتنا على الفايسبوك والانستغرام وتويتر.. دمتم في رعاية الله وحفظه وإلى اللقاء في فيديو جديد بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق