السلام عليكم أيها الأحباب، إن صلاة الفجر من بين الصلوات اليومية الخمس التي فرضها الله تعالى على كل المسلمين، والمطلوب منهم تأديتها بشكل يومي في وقت محدد هو فجر كل يوم جديد، لكن للأسف نجد الكثير من المسلمين ــ أناثا وذكورا ــ ينامون عنها ولا يؤدونها في وقتها، ويؤخرونها إلى ما بعد شروق الشمس، مع أن الله وعد كل من يقوم بها بهدية ثمينة وفضل كبير، فماهي يا ترى تلك الهدية؟ وماهي أفضل طريقة لتعود على تأدية هذه الصلاة في وقتها؟
1.صلاة الفجر:
أهلا بكم من الجديد، نعني بلفظة الفجر في لغة العرب ضوء الصباح، وهو ينقسم إلى قسمين أساسيين؛ وهذا الكلام يعني وجود فجرين، وهما: الفجر الذي يطلق عليه العرب اسما قد يجده بعض الناس غريبا وهو "الذئب"؛ وهذا الفجر هو فجرٌ كاذبٌ؛ وقد سمي بذلك الاسم لأنّه ضوءه يظهر في عرض السماء، ثمّ سرعان ما يتلاشى فيحلّ محله الظلام مرةً ثانية، أما الفجر الثاني فهو الفجر الصادق: وهذا الفجر هو الذي يظهر نوره في أفق السماء، ويظل موجودا بشكل مستمرٍ إلى أن يحين أوان بزوغ أشعة الشمس، وسمّي باسم الفجر الصادق؛ لأنّه إذا ظهر نوره، فإنّه يعم الأرجاء وينتشر في الأفق، وهذا الفجر الثاني هو الذي تقوم عليه أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، وبه يبدأ وقت صلاة الفجر، وبه يعلم الإنسان المسلم أنّ وقت صلاة العشاء قد انتهى، وفي أثناء شهر رمضان وغير ذلك من الأيّام التي يصومها المسلمون يُعرف به وقت الإمساك عن الطعام، وكذلك بطلوع ذلك الفجر يعلم الإنسان بأنّ النهار قد ابتدأ وأن الليل قد انتهى وقته، يجب الإشارة هنا أن لصلاة الفجر مسمياتٌ أخرى؛ كصلاة الصبح، وهناك تسميةٌ أخرى؛ وهي الغداة، وقد سميت صلاة الفجر بهذا المسمّى لأنّها تقام في وقت الفجر، وقد وردت هذه التسمية ضمن كتاب الله العزيز، حين قال الله عز وجل: (وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا)،[ سورة الإسراء، الآية: 78].
2. فوائد صلاة الفجر:
تعد الصلاة ثاني ركن من أركان الدين الإسلامي بل هي عماد الدين، وهذا يعني أنها هي الركن الرئيس الذي ينبني عليه الدين الإسلامي، فإذا صلحت صلح سائر العمل أما إذا فسدت فيفسد عمل الإنسان كله، فهي تبعا لذلك أول عبادةٍ سيُحاسب الله سبحانه وتعالى عليها عباده في يوم الحساب.
وعموما فصلاة الفجر ذات أهميةٌ كبرى مقارنة بباقي الصلوات الأخرى، وفيما يلي ذكر لمجموعة من الثمار والفوائد التي يجنيها كل مسلم يؤدي صلاة الفجر:
- صلاة الفجر في جماعةٌ تعادل في أجرها وثوابها ثواب قيام الليل.
- ينال المسلم المصلّي للفجر في جماعةٍ حفظ الله عز وجل له ولماله، فهو بذلك الأمر محفوظٌ من كل مصيبة قد تصيبه، ما دام هو في رعاية الله وحفظه.
- إنّ مصلي الفجر في جماعةٍ يكون عليه نور يوم القيامة.
- إن مصلي الفجر موعود من الله تعالى بدخول جناته يوم القيامة، والنجاة من ذوق عذاب جهنم.
- من فوائد صلاة الفجر أيضا حصول البركة في حياة الإنسان المسلم، فيبارك له في رزقه وماله، وتملأ حياته بصنوف شتى من البركات والخيرات.
- إحساس المسلم بالراحة النفسية، وطمأنينة القلب، وإحساسه بالنشاط أيضاً.
- إنّ تأدية المسلم لصلاة الفجر، ثم إتباعها بذكر الله وحمده إلى أن تشرق الشمس، ثم القيام بصلاة ركعتين اثنتين، أمر يساوي في أجره أجر حجّة كاملة وعمرة.
- إن أداء صلاة الفجر في وقتها يبرأ المسلم من النفاق.
- الإنسان المسلم المصلي لصلاة الفجر يحوز ثناء الملائكة ودعاؤهم له، لأن ذلك وقت مبارك تحضره الملائكة وتجتمع به.
- إن المسلم يكتسب الحسنات الكثيرة من خلال صلاته لفريضة الفجر، وأيضا صلاة سنته، وقراءة بعض آيات القرآن الكريم، إلى أن يصل وقت إقامة الصلاة، وأيضا ينال الأجر الوفير على المشي إلى المسجد، ففي كلّ خطوةٍ يقوم بخطوها تكتب له حسنةً، والله كريم جواد يُضاعف الأجر لمن يشاء.
- أما الهدية الكبرى والنعمة العظيمة التي ينالها المصلي لصلاة الفجر؛ فهي رؤية وجه الله عز وجل يوم القيامة، وهي من أعظم النعم وأجلّها.
3.عوامل ضياع صلاة الفجر:
لابد أن يعرف المسلم جيدا الأسباب التي تكون طرفا أساسيا في ضياع صلاة الفجر وفوات أجرها، حتى يقوم بالعمل على تجنبها والتخلص منها، وفيما يلي سرد لبعض تلك الأسباب:
- طول النهار وقصر وقت الليل.
- حضور أحداث رياضية أو سهرات أو غير ذلك في وقت متأخرٍ من الليل.
- تعدد الجلسات المسائية وكثرتها، والتي يتجاذب فيها الناس عادة أطراف الحديث، ممّا يؤدّي نتيجة لذلك إلى السهر إلى أوقات متأخرة ليلا.
- الوقوع في مستنقع كثرة المعاصي والذنوب، والتي قد يكون الجزاء عليها هو الحرمان من لذة الطاعات، فقد كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يحرصون أشد الحرص على عدم الوقوع في المعاصي نهارا؛ وذلك خوف من أنّ يُحرموا من لذة قيام الليل بين يدي الله تعالى.
- عدم معرفة أهمّية صلاة الفجر، وفوائدها العديدة، وأجرها العظيم.
- عدم إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، وعدم وجود الإرادة الذاتية لتأدية صلاة الفجر في وقتها.
4. أمور تساعد المسلم على تأدي صلاة الفجر في وقتها:
لا بد أن يكون الإنسان المسلم حريصا على أداء صلاة الفجر في وقتها، خاصةً بعد أن عرف الآن أهمّيتها، والفوائد التي سيجني من وراء تأديتها، وحتى يستطيع الشخص المسلم أن يحافظ على تأدية صلاة الفجر في حينها، عليه اتّباع مجموعة من الوسائل المساعدة له في ذلك الأمر الجليل، وفيما يلي ذكر لبعضها:
- الحرص على عدم النومٍ في وقتٍ متأخر من الليل، فكلما كان النوم مبكرا كان أفضل، فعلى المسلم ألّا يُطيل السهر ليلاً.
- الحرص على النوم على وضوء، والمداومة على قراءة أذكار النوم.
- أن يقوم المسلم بالاتفاق مع شخص ما سواء أكان زوجا أم صديقا أم جار أم غيره على الاستيقاظ، وذلك ليعينه على الاستيقاظ للصلاة.
- أن يظل المسلم مستحضراً لأهمية صلاة الفجر في باله دائما، ومستحضرا للثمار المرجوّة من أدائها، والجزاء الأوفى الذي أعدّه الله عز وجل لمن أدّاها على أكمل وجه.
- أن يكون المسلم حريصا على التوبة من الذنوب والمعاصي، والتي تُثقل النفس بالهمّ والغم، وأن يكون حريصا أيضا على تأدية العبادات كلها، وأن يكثر من الأعمال الصالحة عامة.
- القيام ببعض أعمال الخير والبر قبل الخلود إلى النوم.
- أن يحرص المسلم قدر مستطاعه على التقليل من الطعام والشراب ليلا؛ لأنّ ذلك سوف يتسبب له بتعبٍ وخمولٍ أثناء نومه، الأمر الذي قد يكون سببا أساسيا في عدم القيام لأداء صلاة الفجر.
- أن يستعين الإنسان المسلم بالدعاء، فيدعو الله عز وجل أن ييسّر له أسباب القيام من النوم لتأدية صلاة الفجر في وقتها.
- أن يقوم المسلم بمصاحبة أناس صالحين، من الذين يشجعونه على صنوف الخير والبر، فيكونون له عوناً وسندا على تأدية صلاة الفجر في حينها.
- أن يكون المسلم على علم تام أنّ تحلّيه بالصبر على مشقة الاستيقاظ من النوم لتأدية صلاة الفجر في وقتها، سينال عليه ثواباً عظيماً.
- القيام بالاستعانة بالمنبهات المختلفة(منبه الهاتف مثلا) والتي من شأنها المساعدة على الاستيقاظ لتأدية صلاة الفجر.
فلا تنسوا يا اخوتي الكرام أن التوفيق الإلهي لأداء صلاة الفجر في وقتها هو أمر عظيم، فإذا كنت ممن يؤدونها في وقتها فاحمد الله على ذلك وواصل عليه، أما إذا كنت من الذين يضيعون فضل صلاة الفجر فتب إلى الله واعقد العزم على تأديتها في وقتها لعلها قد تكون اخر عمل لك في هذه الدنيا كما عليكم يا أيها اخوة الكرام أن تتذكروا أن الدنيا زائلة وفانية ولن يظل معنا وبرفقتنا إلا العمل الصالح، ومنه بطبيعة الحال صلاة الفجر..
فرجة ممتعة
ختاما أيها الأعزاء إذا كنتم على معرفة بمعلومة أخرى لم نذكرها في هذه المقالة، أو كان لكم استفسار أو سؤال حول هذا الموضوع أو غيره من المواضيع التي تهمكم، فرجاء اكتبوا لنا تعليقا توضحون فيه ذلك، وسنكون مسرورين فرحين بالإجابة. كما لا تنسوا الاشتراك بقناتنا على اليوتيوب ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء والضغط على زر الإعجاب لتحفيزنا على الاستمرار، وأيضا زيارة صفحتنا على الفايسبوك والانستغرام وتويتر من خلال الضغط على الروابط التي تجدونها في أسفل هذه التدوينة.
تعليقات
إرسال تعليق