أهلا بكم من جديد أحبائي الكرام متابعي قناة أفكار إسلامية وقراء موقع afkarislamiya.info كما جرت العادة، نقدم لكم فيديو جديد نرجو من الله أن ينال إعجابكم، كما هو معروف لديكم تُعدُ الصلاة عموما من أعظمِ الطّاعات عند الله عز وجل، ومن أنواع الصلوات التي يحبها الله تعالى صلاة قيام اللّيلِ والتي تدخل ضمن النوافل، هذه الصلوات التي تعتبر سرا من أسرار الرِّضا والطُمأنينة في فؤاد الإنسانِ المؤمن؛ إذ أنها ترسم نوراً وضياء على وجهه، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى يَنزل في كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا، فيستجيب لكل من دعاه حتى يصل وقت الفجر.
1. تعريف قيامُ الليل:
يعرف الفقهاء القيام في اصطلاح بكونه هو قضاء الليلة أو بعضها في الصّلاة أو غيرها، ولا يشترط في القيام أن يكون مستغرقاً لأكثر الليلة، ويرى الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما أنّ القيام يحصل بصلاة العشاء جماعةً والعزم أيضا على صلاة الصّبح جماعة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف اللّيل، ومن صلّى الصّبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)، وقيل أيضا: معنى القيام أن يكون المؤمن مشتغلا معظم الليلة بطاعة ما، وقيل أيضا: ساعة منه، يقرأ فيها القرآن الكريم، أو يسمع الحديث النبوي الشريف، أو يُسبّح الله تعالى، أو يُصلّي على النّبي عليه أفضل الصّلاة والسّلام.
2. عدد الركعات في قيام الليل:
عموما ليسَت لصلاةِ قيام الليل ِعددٌ محدد من الرَّكعات؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة) فقيل لابن عمر رضوان الله عليهما: ما معنى مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين)، ولكن الأفضل أن يقتصر الإنسان على إحدى عشرة ركعة؛ أو ثلاث عشرة ركعة، وذلك اقتداء بفعل النبيّ عليه أفضل الصّلاة والسّلام، كما أنه قد اختلف الفُقَهاء في الأكثر من عدد ركعاتها، فقال في ذلك فقهاء الحَنَفيّة: أكثرُها ثمانيَ ركعات، وقال فقهاء المالكيّة: أكثرُها اثنتا عشرة ركعة، أما فقهاء الشَّافعيَة فقد قالوا: لا حصرَ لعدد رَكَعاتها.
بعد كل هذا قد يتسائل بعضكم عن الكيفية الصحيحة لتأدية صلاة قيام الليل؟؟؟
بعد كل هذا قد يتسائل بعضكم عن الكيفية الصحيحة لتأدية صلاة قيام الليل؟؟؟
<><>
3. كيفية صلاة قيام الليل:
أما عن كيفية صلاة قيام الليل فيُستحبُ أن يبدأَ المصلي صلاة قيام اللّيل بركعتين خفيفتين ثم يكمَّل صّلاته ركعتين ركعتين كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك تُصلى صلاة القيام رَكعتين رَكعتين، كما يجوز أيضا أن تُصلّى أربعاً أربعاً، كمثل صلاة الظّهر، ولكن الأفضل فيها أن تُصلّى ركعتين ركعتين، أمّا عن هيئة صلاة قيام الليل ، فهي صلاة كمثل غيرها من الصّلوات الأخرى فيفتَتَحها المصلي بتكبيرة الإحرام، ثمّ يليها دُعاء الاستفتاح، وقراءة سورة الفاتحة وما تسير من القرآن، وما يتبع ذلك من ركوع وسجود، وعند الانتهاء تأدية صلاة قيام الليل، يتم اختتام قيام الليل بصلاة الوِتر، بهذا يكون المصلي قد أتمّها على أحسن وجه راجيا من الله تعالى قبولها.
4. وقت تأدية صلاة قيام اللّيل:
يمكن تحديد وقت تأدية صلاة قيام اللّيل من وقت انتهاء صلاةِ العشاء إلى وقت طلوع الفجر، ويُفضّل أن تكونَ صلاة قيام اللّيل في الثّلث الأخير من اللّيل كما جاء في الأحاديث الصّحيحة المتواترة عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ومن أسباب ذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في الجزء الأخير من اللّيلة، إلا أنّها هذا الأمر لا يعني بتاتا عدم جواز صلاة قيام اللّيل في أول الليلة أو وسطها أيضاً، لأن كلّ ذلك قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسّلم.
5. الحكمة من عبادة قيام الليل:
إن ازدياد إيمانُ المؤمن تنتج عنه زيادة رغبتُه الملحة في الوقوفِ بين يديه ربه ومناجاته، والتلذّذ بلذة العبادة والقرب، ولتحقيقِ كل هذ الأمور شَرَعَ الله سبحانه وتعالى الصّلواتِ الخمس، وجعلها من فرائضه الواجبة التي تجب على كلّ المسلمين سواء أكانوا ذكورا أم إناثا، وشرع أيضا صلاة النوافل التّطوعية وجعل هذه النوافل من الشّعائر والسُّنن الهامة التي يوفق لها من يشاء من عباده ممّن يصلحون لمُناجاته والقرب منه، ومن الحكم أيضا:
• أن صلاة قيام اللّيل تعد بُرهانا على صدق العبد، ودليلا على مَحبّته لربّه، فهو يتلذّذ بذلك، ويتذوّق حلاوة لا مثيل لها، لذلك فهو يُعظّم ربّه أحياناً ويحمده أحياناً آخرى، ويسأله أحياناً ويستغفره أحياناً.
• أن صلاة قيام اللّيل تجعل الإنسان شديد النشاط، وصافي الذهن، وتام الإخلاص، وكثير البركة، وهي أعظم من ناحية الثّواب من عبادة النّهار، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).
• لقد أثبت الطبُّ الحديث أنّ السّهر المُعتدل يُعين على الشّفاء من أمراض كثيرة؛ وذلك لأنّ مُخَ الإنسان يُفرز هرمونا يسكّنُ العديد من الآلام في وقت السّهر أكثر من غيره، فكيف إذا كان السّهر في طاعة الله سبحانه وتعالى.
ماهو حكم صلاة قيام الليل؟؟؟؟
ماهو حكم صلاة قيام الليل؟؟؟؟
<><>
6. حُكم عبادة قيام الليل:
لقد اختلف فقهاءُ الاسلام حول حكم قيام اللّيل إن كان أمرا مُستحبّاً، وبذلك قال الإمام مالك، وهو المشهور عند باقية الفقهاءِ، لكن حكم الاستحباب هو في حقّ العباد، وأمّا الرسول صلّى الله عليه وسلم فهو واجب عليه لما رواه الإمام البُيهقيّ. ومستحب كما أورد آخرون، ومع هذا الاختلافِ في حكم قيام اللّيل بحقِّ الرسول صلى الله عليه سّلم- إلا أنّهم اتّفقوا جميعا على كون هذه العبادة سُنةً مؤكدة.
7. فضائل قيام الليل:
لقد ذكر العُلماءُ مجموعة من الَأمورٍ التي تحثّ على قيام اللّيل وترغب فيه، كما جعلت منه ذا أفضليّةً خاصّة، ومنها:
• اعتناء النبيّ ــ صلّى الله عليه وسلم ــ بقيام اللّيل، فقد كان يجتهدُ في القيام بهذه العبادة اجتهاداً عظيماً.
• إن قيامُ اللّيل يعد من أعظم الأسبابِ التي تدخل إلى الجنّة.
• إن قيامُ اللّيل يعد من أهم الأسباب المؤدية لرَفع الدّرجات في الجنّة.
• المؤمنون المحافظونَ على عبادة قيام اللّيل يعدون من العباد المُحسنينَ المُستحقّين لرحمة الله تعالى وجنّته، فقد مدح الله عز وجل قائمي اللّيل، وعدَّهم من ضمن عباده الأبرار.
• إن قيامُ اللّيل يعد من مُكفِّرات السّيئاتِ والآثام.
• إن قيامُ اللّيل يأتي من ناحية الأفضلية بعد صلاة الفريضة.
• إن قيام اللّيل هو شرفُ المؤمن.
• إن قيامُ اللّيل عبادة يُغْبَطُ عليها صاحبها لعظيم ثوابها وأجرها، فهي خير من الدّنيا وكل ما فيها.
ختاما إخواني الكرام إذا كنتم على معرفة بمعلومة أخرى لم نذكرها في هذه المقالة فرجاء أكتبوا لنا تعليقا توضحون فيه ذلك، وسنكون مسرورين بالإجابة. كما لا تنسوا الاشتراك بقناتنا على اليوتيوب ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء والضغط على زر الإعجاب لتحفيزنا على الاستمرار، دمتم في حفظ الله رعايته، وإلى اللقاء في مقالة وفيديو جديد بحول الله عز وجل.
تعليقات
إرسال تعليق