هل تعلم من النبي الذي سحره اليهود وكاد يقتله السحر |
أهلا بكم من جديد أحبائي وأعزائي الكرام مشاهدي ومتابعي قناة أفكار إسلامية وقراء موقع afkarislamiya.info كما جرت العادة، في هذا اليوم الجديد سوف نقدم لكم فيديو يتضمن موضوعا جديدا نأمل من الله تعالى أن يحوز رضاكم وينال إعجابكم وأن يكون أجر التعرف عليه في ميزان حسناتكم وحسناتنا.
كلنا نعلم أن السحر من الموبقات العظيمة والجرائم الخطيرة، وهو أحد أكثر المحرمات انتشارا في أيامنا هذه، كما أنه شيء لا منفعة من وراءه بل هو متضمن للضرر والسوء، سواء على الساحر الذي يقوم به أو الشخص الذي يسعى لفعل هذا السحر لقول الله تعالى في محكم التنزيل:﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ (سورة الجن، الآية:06)، في حين أن الشخص المسحور فيكون أمره بيد الله تعالى ولا ضار له إلا بإذنه عز وجل قال عز من قائل: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (سورة البقرة، الآية:102)، لذلك نقدم لكم قرائنا الأعزاء قصة واقعية عن السحرة والسحر نسرد فيها ما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم من وقائع قد تجعل بعض الناس لا يصدقون ذلك، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سحر فإليكم تفاصيل ذلك.
من الثابت والمعلوم عند أهل السنة والجماعة أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد تعرض لأذى السحر، وهذا لا ولن يقلل من شأن نبوته ورسالته عليه أفضل الصلاة والسلام، بل إن ذلك من أبواب الابتلاء الذي من خلاله يرفع الله تعالى قدر ومكانة عباده، كما أن سحر الرسول صلى الله عليه وسلم فيه تعليم للأمة المحمدية عن كيفية المثلى للتعامل مع مثل هذا الأمر الخطير، الذي قد يحصل لأي إنسان مسلم مادام هناك حسد وحقد يملأ القلوب، وفيما يلي إيراد للقصة والتي نأخذها من لسان أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ونجملها كالتالي:
إن أحد رجل اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة ويُدعى لبيد بن الأعصم ــ عليه من الله ما يستحق ــ قد سحر النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فظل الرسول صلى الله عليه وسلم متأثرا بذلك السحر، حتى قيل إنه ربما كان يُخيل إليه ــ صلى الله عليه وسلم ــ أنه فعل الشيء من الأمور الدنيوية و هو لم يفعله، ثم نزل سيدنا جبريل عليه السلام ومعه ملك من الملائكة، فجلس أحدهما بالقرب من رأسه، أما الثاني فقد جلس عند رجليه عليه الصلاة والسلام، ثم سأل جبريل عليه السلام هذا الملك الكريم عن وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخبره أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصابه سحر، وأن السحر قد استخدم فيه بعض من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه مدفون بقاع بئر يسمى بئر ذروان.
<><>
إذن فهذا مجمل القصة أما تفصيلها فنذكر أنه بعد قدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة واستوى الأمر للمسلمين في تلك البقاع المباركة، ازداد حقد اليهود والمنافقين عليه، فسعى لسحر النبي صلى الله عليه وسلم أحد الرجال اليهود وكان يسمى لبيد بن الأعصم عليه من الله ما يستحق، فحصل على مجموعة من الأغراض التي تخص النبي عليه الصلاة والسلام عازما على أن يصنع سحرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحصل على مشطه صلى الله عليه وسلم وبعض شعر رأسه الكريم، وقام بعمل سحر له صل الله عليه وسلم.
وبعد هذا الفعل الآثم قام هذا الرجل اليهودي الماكر برمي ذلك السحر الذي صنعه للرسول صلى الله عليه وسلم في أحد الآبار وكان يعرف باسم " بِئْرِ ذَرْوَانَ"، وبعد فترة وقوع هذا الأمر الخطير الذي ابتلي به النبي صلى الله عليه وسلم فرأى رؤيا أخبر ضمنها عما أصابه من سحر وعن مكانه، واستطاع صلى الله عليه وسلم أن يتخلص من ذلك السحر بردم تلك البئر واستجاب الله تعالى لدعاء نبيه ومصطفاه وشفاه وعافاه من ذلك السحر الخطير.
ورغم ذلك فقد اختلف أهل العلم في مسألة: هل استخرج الرسول صلى الله عليه وسلم السحر من بئر ذروان أم لا ؟ ولهم في ذلك قولان، فمنهم من يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم استخرجه، ومنهم من يرى خلاف ذلك، والله أعلى وأعلم.
ورغم ذلك فقد اختلف أهل العلم في مسألة: هل استخرج الرسول صلى الله عليه وسلم السحر من بئر ذروان أم لا ؟ ولهم في ذلك قولان، فمنهم من يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم استخرجه، ومنهم من يرى خلاف ذلك، والله أعلى وأعلم.
وجدير بنا أن نذكر، في هذا المقام، وأن نحذر عامة المسلمين أن الإسلام قد جعل حد الساحر هو القتل بدون أن يستتاب أي أنه لا تطلب التوبة من الساحر إذا تم التمكن منه لأن نفسه خبيثة وسيكذب في هذا الشأن، ليكون عبرة لغيره وللحد من هذه الآفة الشنيعة، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "حد الساحر ضربه بالسيف"، أما هؤلاء الناس الذين يذهبون إلى السحرة والعرافين والدجالين فمن لم ذهب ولم يصدقهم فإنه لا تقبل صلاته لمدة أربعين يوما لقول صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة "، أما الذين يصدقونهم فهؤلاء قد كفروا كفرا صريحا لقوله صلى الله عليه وسلم "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد".
ختاما أيها القارئ الكريم إن السحر من الأمور الجليلة الخطيرة التي تفسد عقيدة الانسان المسلم فاحذر أن تفعلها فيلحقك غضب الله، وإذا كنت على دراية بشيء آخر لم نذكره هنا في هذه التدوينة فرجاء أكتب لنا تعليقا توضح فيه ذلك، وسنكون مسرورين جدا بالإجابة عنه دمتم في رعاية الله وحفظه.
تعليقات
إرسال تعليق