لماذا خلق الله الأرض في 6 أيام وليس بـ كن فيكون؟ سيقشعر بدنك من قوة الإجابة
لماذا خلق الله سبحانه وتعالى الأرض في ستة أيام وليس بكن فيكون ؟
ما السبب وراء الاعتقاد الشائع ان الأرض خلقت في سبعة أيام ؟
لماذا ذكر الله تعالى في أية انه خلق الأرض في يومين؟
وأخيرا ما هو الرأي الصائب بهذه المسألة التي تلتبس بكثير من سمات الحيرة والغموض، ولعلها السبب في اثارة الجدل لدى كثير من العلماء و المفكرين .
تابعوا معنا هذه المقالة المثيرة وهيا بنا نتعرف على أسباب كل هذه التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة تشبع فضولنا للعلم والمعرفة .. راجين من الله عز وجل ان ينال هذ الموضوع المميز اعجابكم .
1. أقوال الملحدين
لا يزال مجموعة من الملاحدة - هداهم الله الى الصواب- يشككون في عدة بديهيات بحجج باطلة واهية، متوهمين للاسف الشديد أنهم على دراية وحق و قد جعلوا من مسألة خلق لله عز وجل للسماوات و الأرض في ستة أيام دافعا ومبررا للطعن في قدرته سبحانه، و لما جهلوا الحكم الجليلة خلق السماوات و الأرض في ستة أيام طعنوا في قدرة الله تعالى، بل طعنوا في امكانيته سبحانه وتعالى خلق للسماوات و الأرض، و تسائلوا مستهزئين ألم يكن ربكم أيها المؤمنون يمكنه أن يقوم بخلق السماوات والأرض في لحظة؟ فلماذا خلقهن في ستة أيام؟ إذن هذا دليل وبرهان واضح على عدم قدرة ربكم وعلى عدم وجوده تعالى ربنا وخالقنا عن ذلك علوا كبيرا .
2. أقوال علماء المسلمين
في بداية الأمر، الجهل بالحكمة من فعل الشيء ليس دليلا على عدم فعله ، كما أنه ليس حجة على عدم وجود حكمة من وراء فعل الشيء ، و الله تعالى عند المؤمنين بالديانات السماوية هو الخالق، و الخالق - كما هو معلوم - يفعل في خلقه وكونه ما يشاء، و لا يصح أن يقول العبد لما لم يفعل الله كذا، فالله سبحانه وتعالى ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [ سورة الأنبياء / الآية 23 ].
و تبعا لذلك فالخلق خلقه سبحانه وتعالى و الكون ملكه و بيده ملكوت كل شيء وَلَا شريك معه في ملكه، ولهذا فلا يمكن أن يعترض أحد عليه بتصرفه في ملكه وسلطانه ، و في ذلك يقول الله تعالى : ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ سورة ال عمران - الآية 26 ] ، كما يقول عز من قائل: ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ سورة الأعراف - الآية 54 ] .
1.2 تفسير سعيد بن جبير
ان علماء الإسلام قد استفاضو في الحديث عن هذا الموضوع، فقد ذكروا عدة حكم من خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ، بدلا من خلقها في لحظة بما يقطع كل شبهة ، و بما يفحم لسان كل مشكك مرتاب ، و من هؤلاء العلماء سعيد بن جبير حيث قال: " كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَادِرًا على خلق السموات وَالْأَرْضِ فِي لَمْحَةٍ وَلَحْظَةٍ، فَخَلَقَهُنَّ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ تَعْلِيمًا لِخَلْقِهِ التَّثَبُّتَ وَالتَّأَنِّي فِي الْأُمُورِ " .
2.2 تفسير ابن الجوزي
وفي هذا الشأن يقول ابن الجوزي : فان قيل: فهلاَّ خلقها في لحظة، فإنه قادر؟ وعنه في هذا الموضوع خمس اجابات:
أحداها: أنه أراد أن يوقع في كل يوم أمراً تستعظمه الملائكة ومن يشاهده، ذكره ابن الانباري.
والثانية: أن التثبُّت في تمهيد ما خُلق لآدم وذرّيّته قبل وجوده، أبلغُ في تعظيمه عند الملائكة.
والثالثة: أن التعجيل أبلغ في القدرة، والتثبيت أبلغ في الحكمة، فأراد إظهار حكمته في ذلك، كما يظهر قدرته في قول: كُنْ فَيَكُونُ.
والرابعة: انه علّم عباده التثبُّت، فاذا تثبت من لا يزلُّ، كان ذو الزّلل أولى بالتثبُّت.
والخامسة: أن ذلك الإمهال في خلق شيء بعد شيء، أبعد من أن يُظن أن ذلك وقع بالطبع أو بالاتفاق.
3.2 تفسير فخر الدين الرازي
و قال الإمام فخر الدين الرازي حول هذا الموضوع: " الْمَقْصُودَ مِنْهُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَإِنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى إِيجَادِ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ دُفْعَةً وَاحِدَةً لَكِنَّهُ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ حَدًّا مَحْدُودًا وَوَقْتًا مُقَدَّرًا فَلَا يُدْخِلُهُ فِي الْوُجُودِ إِلَّا عَلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ فَهُوَ وَإِنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى إِيصَالِ الثَّوَابِ إِلَى الْمُطِيعِينَ فِي الْحَالِ وَعَلَى إِيصَالِ الْعِقَابِ إِلَى الْمُذْنِبِينَ فِي الْحَالِ إِلَّا انه يؤخر هما إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ مُقَدَّرٍ فَهَذَا التَّأْخِيرُ لَيْسَ لِأَجْلِ أَنَّهُ تَعَالَى أَهْمَلَ الْعِبَادَ بَلْ لِمَا ذَكَرْنَا أَنَّهُ خَصَّ كُلَّ شَيْءٍ بِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ لِسَابِقِ مَشِيئَتِهِ فَلَا يَفْتُرُ عَنْهُ ".
4.2 تفسير الأمام القرطبي
و قال الإمام القرطبي في تفسيره : وذكر هذه الْمدة ولو أراد خلقها في لحظة لفعل، إِذْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَقُولَ لَهَا كُونِي فَتَكُونُ. وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَ الْعِبَادَ الرِّفْقَ وَالتَّثَبُّتَ فِي الْأُمُورِ، وَلِتَظْهَرَ قُدْرَتُهُ لِلْمَلَائِكَةِ شَيْئًا بَعْدَ شيء. وَهَذَا عِنْدَ مَنْ يَقُولُ: خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. وَحِكْمَةٌ أُخْرَى- خَلَقَهَا فِي ستة أيام لأن لكل شي عِنْدَهُ أَجَلًا. وَبَيَّنَ بِهَذَا تَرْكَ مُعَاجَلَةِ الْعُصَاةِ بالعقاب، لأن لكل شي عنده أجلا.
5.2 تفسير الخازن
و في علاقة بالموضوع ورد في تفسير الخازن قوله : قيل إن الشيء إذا أحدث دفعة واحدة فلعله أن يخطر ببال بعضهم أن ذلك الشيء إنما وقع على سبيل الاتفاق فإذا أحدث شيئا بعد شيء على سبيل المصلحة والحكمة كان ذلك أبلغ في القدرة وأقوى في الدلالة و قيل: إن الله تعالى أراد أن يوقع في كل يوم أمرا من أمره حتى تستعظمه الملائكة وغيرهم ممن شاهده ، و قيل إن التعجيل في الخلق أبلغ في القدرة و أقوى في الدلالة و التثبت أبلغ في الحكمة فأراد الله تعالى إظهار حكمته في خلق الأشياء بالتثبت كما أظهر قدرته في خلق الأشياء بكن فيكون .
3. خلاصة الموضوع
نخلص من هذا كله أن خلق الله تعالى السماوات و الأرض في ستة أيام كان ل مجموعة من حكم العضيمة منها : أن تترتب هذه المخلوقات بعضها على بعض و أن يكون هناك سبب و نتيجة و لتعليم عباده التثبت والتؤدة والتأني في الأمور ، وأن الأهم إحكام الشيء لا الفراغ منه، حتى يتثبت ويتأنى الإنسان فيما يقوم به ويصنعه ، و لأن لكل شيء عند الله سبحانه وتعالى وقت معين معلوما ووقت خلق السماوات و الأرض قدر أن يكون في ستة أيام و لأن خلق السماوات و الأرض في ستة أيام أبلغ وأبدع في الحكمة من خلقها في لحظة واحدة بقوله عز وجل " كن فيكون " ، وختاما لكل ما قيل سابقا فالعلم الأصح عند السميع العليم الذي أحاط بكل شيء علما، وهو على كل شيء قدير ..
مشاهدة فيديو مهم
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال و نرجو من الله تعالى ان يكون هذا الموضوع قد نال اعجابكم ..
دمتم في رعاية الله وحفظه والى اللقاء في مقال جديد. بحول الله.
تعليقات
إرسال تعليق