ما هو جماع الغيلة .. ولماذا أراد النبي النهي عنه؟
عرف العرب في الجاهلية قبل الإسلام عدة أنواع من الأنكحة منها ما لم يعد موجودا الآن ومنها من لازال موجودا إلى وقتنا الحالي في مجموعة من الدول العربية والإسلامية ومن تلك الأنكحة ما يعرف بنكاح أو زواج الغيلة ، وهذا النوع من النكاح معروف ومشهور وله أحكامه الفقهية التي بينها الفقهاء والعلماء المسلمون في كتبهم ومدوناتهم الفقهية .. فما هو زواج الغيلة؟ وما هو حكم نكاح الغيلة؟ ولماذا هم النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن نكاح الغيلة؟ وهل ينتج عن نكاح الغيلة خطر ما على الزواج والأبناء؟ وهل له ضرر على الحامل وجنينها والمرضع ورضيعها!؟
تابعوا معنا قراءة هذه المقالة المثيرة وهيا بنا نتعرف على اجوبة كل هذه التساؤلات وغيرها، والتي تحتاج إلى إجابات واضحة تشبع قليلا فضولنا للعلم والمعرفة .. راجين من الله عز وجل ان تنال هذه الحلقة اعجابكم .
أولا: معنى نكاح الغيلة
قال أهل اللغة عن نكاح الغيلة: ( الغيلة ) هنا بكسر الغين، ويقال لها: الغيل بفتح الغين مع حذف الهاء (والغيال) بكسر الغين، كما ذكره الإمام مسلم في الرواية الأخيرة.
وقال جماعة من علماء اللغة: ( الغيلة ) بالفتح المرة الواحدة، وأما بالكسر فهي الإسم من الغيل. وقيل أيضا : إن أريد بها وطء الرجل المرضع جاز الغيلة، والغيلة بالكسر والفتح واختلف العلماء والفقهاء حول المراد بالغيلة في هذا الحديث وهي الغيل، فقال الإمام مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة معناه : أن يجامع امرأته وهي مرضع .
يقال منه: أغال الرجل وأغيل: إذا فعل ذلك وقال العالم ابن السكيت : هو أن ترضع المرأة وهي حامل. ويقال منه: غالت المرأة وأغيلت.
ثانيا: أحاديث نبوية عن نكاح الغيلة
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي ورد فيها نكاح الغيلة منها ما روته جذامة بنت وهـــــب - رضي الله عنها - قَالَتْ: « حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أُنَاسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ فَنَظَرْتُ فِي الروم و فارس، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ فَلَا يَضُرُّ ذَلِكَ أَوْلَادَهُمْ شَيْئًا ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنْ الْعَزْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ ». رَوَاهُ الامام مسلم في الصحيح .
كما ورد عن الصحابي أبي سعيد الْخذري رضي الله عنه « أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ لِي جَارِيَةً، وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، وَأَنَا أُرِيدُ مَا يُرِيدُ الرِّجَالُ، وَإِنَّ الْيَهُودَ تُحَدِّثُ: أَنَّ الْعَزْلَ الْمَوْءُودَةُ الصُّغْرَى. قَالَ: كَذَبَتْ الْيَهُودُ، لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَهُ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصْرِفَهُ» رَوَاهُ الإمام أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَالطَّحَاوِيُّ، وَرِجَالُهُ هذا الحديث ثقات.
وهذه الأحاديث النبوية تؤ كد جواز الاجتهاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال جمهور علماء الأصول . وقيل: لا يجوز له ذلك لتمكنه من الوحي والصواب الأول والله أعلى واعلم .
ثالثا: سبب هم النبي بالنهي عن نكاح الغيلة
قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أوشك أن ينهى المسلمين والمسلمات عن هذا النوع من النكاح غير أنه لم يفعل ذلك وهذا واضح في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جذامة بنت وهب: " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم ".
وقد بيّن ووضح الرسول صلى الله عليه وسلم سبب همه بالنهي عن نكاح الغيلة فيما قاله مجموعة من العلماء حيث قالوا: إن سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه كان يخاف منه وجود ضرر على الولد الرضيع. ولذلك قالوا: والأطباء يقولون: إن ذلك اللبن داء والعرب تكرهه وتتقيه، وفي الحديث النبوي الشريف جواز الغيلة فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها، وقد بين سبب ترك النهي عن زواج الغيلة.
رابعا: هل يضر نكاح الغيلة الأولاد والزوجة ؟
قد أقر كثير من الأطباء قديما أن لبن المرضع وهي حامل داء ومضر للأبناء الرضع والعرب لذلك تتقيه، وعلى هذا يحمل هم النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه ، لأنه قد ينتج عن نكاح الغيلة حمل ولا تعرف المرأة ، فيرجع إلى إرضاع الحامل المتفق على مضرته، وأخذ جواز نكاح الغيلة أيضًا من حديث الصحابي سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم: أن رجلًا قال: إني أعزل عن امرأتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تفعل ذلك؟ فقال: أشفق على ولدها أو على أولادها. فقال: لو كان ذلك ضارًّا ضرّ فارس والروم. وقال الشيخ الباجي: لعل الغيلة إنما تضر في النادر، فلذا لم ينه عنها النبي صلى الله عليه وسلم رفقًا بالناس للمشقة على من له زوجة واحدة فقط...
لكن الطب الحديث حسم المسألة بعد إجراء العديد من الابحاث العلمية و السريرية ، فالأطباء الآن يرون أنه لا ضرر من نكاح الغيلة على الإطلاق لا على الزوجة ولا على الزوج ولا على الأولاد الرضع، وهذا يتفق مع ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اربعة عشر قرنا.. صدق رسول الله.
فيديو مفيد حول الموضوع
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال و نرجو من الله تعالى ان يكون هذا الموضوع اعجابكم .. رجاء لا تنسوا كتابة تعليق فذلك محفز لنا على الاستمرار في نشر المزيد باذن الله.
الكلمات المفتاحية:
معنى نكاح الغيلة / هل نكاح الغيلة يضرالأولاد؟ / هل نكاح الغيلة يضرالزوجة؟ سبب هم النبي بالنهي عن الغيلة / أحاديث نكاح الغيلة
تعليقات
إرسال تعليق