دفعت روسيا ملايين الدولارات لاغتيالها .. أمينة آكويفا الشيشانية المسلمة التي قهرت جيش روسيا
يجهل الكثيرون قصة الطبيبة والقناصة الأوكرانية – الشيشانية أمينة أكويفا التي تحوّلت إلى رمز للنضال لدى شعبي أوكرانيا و الشيشان، وأيقونة للنضال والمقاومة في وجه “ السيطرة والتغول الروسيين” كما تقدمها وتصفها مجموعة من التقارير الإعلامية.
وذلك بعد مسيرة كفاح طويلة ، مليئة بالعديد من الأحداث المثيرة قضتها بين مهنة الطب وحمل السـ.ـلاح وفقدانها لأحبائها على يد روسيا قبل ان يتم في النهاية اغتـ.ـيالها.
فمن هي أمينة أكويفا؟ وماهي قصتها؟
وكيف تحولت إلى شخص أرق الجيش الروسي بل ورئيس روسيا فلاديمير بوتين؟
قصة كفاح امينة اكويفا
أمينة أكويفا المرأة التي اشتهرت بكونها السيدة التي “قضت مضجع بوتين وحلفاءه” في المدينة التاريخية المدعوة أوديسا، و الواقعة جنوب غربي أوكرانيا لعائلة بسيطة من أصول شيشانية سنة 1983 م، وكانت ولادتها قبل انهـيار الاتحاد السوفييتي الذي كان يضم ثلاثة بلدان هي؛ روسيا أوكرانيا، والشيشان .
أمينة أكويفا في أوكرانيا و روسيا
امينة أوكويفا توفي والدها وهي طفلة صغيرة، والتي لم يكن اسمها حينذاك أمينة بل كان اسمها ناتاليا نيكيفوروما، وفي شبابها التحقت بصفوف الجيش الأوكراني وذلك برتبة مجندة، وعملت بعدها عارضة أزياء في روسيا خلال تسعينيات القرن الماضي.
الاحساس القومي وإعلانها الإسلام
بعد وفاة ابيها تزوجت أمها من جديد وكان زوج والدتها يعمل مديرا لمتحف الفن الشرقي والغربي في مدينة أوديسا، وفي سنة 1999 اندلعت حرب الشيشان الثانية التي شنتها روسيا بهدف إخضاع البلد ذي الغالبية المسلمة، والذي كان يحاول الاستقلال عقب انهـيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991.
في ذلك الوقت كانت ناتاليا تقيم في بلدها الأصلي الشيشان، حيث أحست أن غزو روسيا للأراضي الشيشانية قد أسهم في إحياء المشاعر القومية لديها، وتطور الامر فأعلنت إسلامها وكان عمرها أنذاك 17 سنة وبعدها غيّرت اسمها إلى اسم اخر هو اسم أنستازيا.
وبعد ذلك تعرفت على عيسى مصطفينوف الجندي الشيشاني المحــارب ضدّ القوات الروسية، والذي يصنّف من طرف السلطات الروسية “عضوًا بارزا في منظمة إرهـ.ـابية في الشيشان”، فانتهى الأمر بزواجهما ثم غيرت اسمها مرة أخرى إلى أمينة.
لكن سرعان ما انتهت فرحتها، حيث لم تدم طويلًا فقد توفــي زوجها سنة 2003 أي بعد ان مرت ثلاث سنوات فقط على زواجهما، و قد وصفت وسائل الإعلام أوروبية وفـ.ـاته بـ”المفاجئة” ومنها الإذاعة والتلفزيون البريطانية “البي بي سي”.
زيجات متعدد وأخطار أمنية عديدة
بعد وفاة زوجها المدعو عيسى مصطفينوف تزوّجت أمينة مرة ثانية في العام نفسه، من شخص شيشاني آخر هو إسلام توخشيف، الذي كان يملك جواز سفر روسي باسم آخر هو إسلام أوكييف، وهو الذي حصلت منه على لقبها الأخير “أوكييف” الذي لازمها إلى نهاية حياتها .
كما تجب الإشارة هنا أن إسلام توخشيف هو ايضا كان تصنفه لدى السلطات الروسية “عضوًا في منظمة إرهـ.ـابية” ، ورغم ذلك فقد عادت أمينة مع زوجها الجديد للعيش معا في مدينة أوديسا مسقط رأسها .
وفي مدينة أوديسا درست أمينة أوكييف في كلية الطب وتخصصت في الجراحة العامة، وحينئذ كان النظام السياسي في أوكرانيا تابعا لسلطة روسيا، وهو الأمر الذي جعل السلطات المحلية في أوكرانيا تقوم بطرد زوجها إسلام توخشيف بسبب “انتهاكه لشروط الإقامة في البلاد”، وقد انفصلا عن بعضهما لاحقًا بعد أن حكم على زوجها بالسجن مدى الحياة من طرف القضاء الروسي، وذلك بتهمة قتـ.ـل أحد ظباط الاستخبارات الروسية سنة 2006.
الثورة البرتقالية في أوكرانيا
وفي السنة نفسها التي طردت فيها أوكرانيا إسلام أوكييف، اندلعت ثورة شعبية في أوكرانيا سميت باسم “الثورة البرتقالية” وهي التي أخرجت الحكم في هذه الدولة السوفياتية السابقة من إطار الحكم الموالي لروسيا والكرملين.
زواج ثالث ونهاية مأساوية
بعد طلاق أمينة من زوجها الثاني، سرعان ما تغيرت حياتها تمامًا عقب زواجها للمرة الثالثة سنة 2008 من أحد الظباط الشيشانين وهو آدم أوسمايف الذي ستتّهمه فيما بعد المخابرات الأوكرانية والروسية شخصيًا بمحاولة اغتـ.ـيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سنة 2012، والذي سيقضي على إثرها سنتين ونصف في أحد السجون الأوكرانية بعهد فيكتور يانوكوفيتش، الذي كان يرأس نظاما حاكما مواليًا لروسيا والكرملين في ذلك الوقت.
ورغم عودة فيكتور يانوكوفيتش إلى استلام مقاليد الحكم سدة 2010، وسيطرته من جديد على السلطة في أوكرانيا بعد “الثورة البرتقالية”، الا ان السلطات الأوكرانية قد امتنعت عن تسليم آدم أوسمايف لروسيا إثر الإفراج عنه.
وفي المقابل فقد دخلت مسار أمينة أوكييف ضد النفوذ الروسي مرحلة جديدة وحاسمة، خاصة مع اندلاع احتجاجات عنيفة في “الميدان الأوروبي” في العاصمة كييف سنة 2013 ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا والكرملين، حيث شاركت أمينة أوكييف بفعالية في علاج وتمريض المحتجين المصـ.ـابين إثر تلك الاشـ.ـتباكات.
وفي الوقت نفسه فقد تطوعت أمينة أكويفا للعمل بصفتها طبيبة إلى جانب مجموعة من النشطاء السياسين الذين يعرفون انفسهم باسم “الأفغان المائة” وهي مجموعة مكونة من قدماء المحـ.ـاربين في الحرب التي خاضها الإتحاد السوفيتي في الأراضي الأفغانية ، وهؤلاء المحاربين قد كانوا حاضرين في ساحات كييف أثناء احتجاجات “الميدان الأوروبي”.
وفي سنة 2014، قامت القوات الروسية بضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية ثم قامت بدعم قوات الانفصاليين في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، وهو ما دفع الجيش الأوكراني لشن حربًا على تلك القوات المدعومة من روسيا و الكرملين.
أمينة أكويفا من القنص إلى قبة البرلمان
ومن الإجراءات التي قام بها الجيش الاكراني للرد على التصعيد الروسي في ذلك الوقت، فتحت سلطات كييف باب التجنيد والتطوع، وهذا مادفع أمينة أوكييف لتنضم حينها إلى كتيبة المتطوعين المدعوة “كييف 2” والتابعة للجيش الأوكراني، و كان من المفترض أن يقتصر دورها فقط على علاج المصـ.ـابين في ساحات المعارك، لكنها سرعان ما غيرت رأيها فانخرطت في عمليات تدريب عسكرية مكثفة وسرعان ما تحوّلت على إثرها إلى القـ.ـتال في مجموعة من الجبهات الأمامية.
ومع مرور الوقت أصبحت أمينة أوكييف واحدة من أبرز قناصة في الجيش الأوكراني، وانضمّت بعد ذلك إلى كتيبة تسمى “البوابة الذهبية”، كما أسهمت في إنشاء كتيبة دولية لحفظ السلام وكانت تسمى “جوهر دوداييف” وذلك إثر مقـ.ـتل قائد الكتيبة عيسى موناييف سنة 2015.
الطبيبة والقناصة الأوكرانية – الشيشانية أمينة أكويفا
فتولّى زوجها آدم رئاسة تلك الكتيبة فيما أصبحت أمينة أوكييف الناطقة باسمها وأيضا المكلفة بالإعلام، حيث صارت المسؤولة الرسمية عن تقديم التقارير العسكرية، وكذلك فقد اقتحمت عالم السياسة وقامت بترشيح نفسها في الانتخابات البرلمانية سنة 2014، لكنها لم تستطع النجاح في الوصول إلى قبة البرلمان، وفي المقابل فأنها أصبحت مساعدة للنائب الأوكراني إيغور موسيشوك في البرلمان وذلك بشكل تطوعي.
خاصة وأن موسيشوك يعتبر أحد ألذ أعداء الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وايضا من أشد المناهضين للنفوذ الروسي في أوكرانيا، كما انه العدو اللذوذ لحاكم الشيشان رمضان قاديروف والمعروف بولائه للكرملين.
وقد أثمر هذا العداء لروسيا وحلفائها اعلان موسيشوك مع مساعدته الجديدة أمينة أكويفا إنشاء “كتلة الأمم المناهضة للكرملين” سنة 2014، وذلك قبل أن تنال أمينة أكويفا على لقب “بطلة الشعب الأوكراني” سنة 2015 ويتم اطلاق اسمها على شارع من شوارع أوكرانيا.
نهاية حكاية أمينة أكويفا
مع كل هذه الإنجازات السياسية المهمة في أوكرانيا ، فقد تمكنت أمينة أكويفا من إنقاذ زوجها آدم أوسمايف من اغتـ.ـيال محقق وقع سنة 2017، وذلك بعد أن تنكّر أحد الأشخاص في هيئة احد الصحافين الفرنسين المنتمين لصحيفة “لو موند” وطلب إجراء لقاء معهما، وقد قام هذا الشخص بأطلق الرصاص على زوجها ليصيبه بجروح بليغة جدا.
وفي الحين، ردّت أمينة أكويفا بإطلاق النار على ذلك الشخص و الذي ألقي القبض عليه في وقت لاحق، وأعلنت أنذاك مصالح وزارة الداخلية الأوكرانية أنه ذو جنسية روسية، وذلك وفق ما نقلته أيضا وكالة الأنباء الفرنسية.
وجدير بالذكر أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد عدة أشهر فقط من الحـادثة، تعرّضت أمينة أكويفا وزوجها إلى محاولة اغتـ.ـيال أخرى، وذلك حين كانت سيارتهما هدفًا لكمين على مقربة من العاصمة كييف حيث أصيبت على إثرها بجـ.ـرح بليغ في الرأس أرداها قتيـ.ـلة بينما نجا زوجها.
وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية أشارت تحقيقات للسلطات الأوكرانية إلى تورط السلطات الروسية بحـ.ـادثة الاغتـ.ـيال، كما أشارت أيضًا أصابع الاتهام لنظام قاديروف الشيشاني الموالي لنظام موسكو.
لتطوي هذه النهاية المأساوية، صفحة قصة المناضلة الأوكرانية - الشيشانية أمينة أكويفا، والتي يستدعي ذكرها الآن في أصداء الأزمة الحالية الوقعة بين حكومة روسيا وحكومة أوكرانيا.
فيديو حول الموضوع
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقالة و نرجو من الله تعالى ان يكون هذا الموضوع قد نال إعجابكم .. رجاء لا تنسوا الاشتراك في قناتنا في اليوتيوب
دمتم في رعاية الله وحفظه والى اللقاء في فيديو جديد. بحول الله.
تعليقات
إرسال تعليق