20 حقيقة صادمة لا تعرفها عن المال
فلنتفق في البداية، أنه لا يمكن أن يوجد بيننا إنسان عاقل في هذه الدنيا لا يرجو أن يُصبح شخصا ذا مال كثير، حتى ولو إدعى الزهد والورع. فالمال هو مدار الحياة الدنيا وعصبها الرئيس، والأداة الهامة التي تمنح صاحبها التقدير والاحترام بين الناس، وبالتالي تمهد له الطريق من أجل تحقيق أهدافه مهما كانت، وتبسط له - إلى جانب العلم طبعا- السبيل نحو النفوذ والمكانة الرفيعة. ومن ناحية أخرى، فإن المال هو من أكثر الوسائل التي تحفظ ماء وجه صاحبها عبر منعه عن الوقوع في حرج سؤال الناس والتسول والاستجداء، إذن فه يصير هدفا في حد ذاته يستحق من الإنسان السعي من أجله وتحقيق كفايته منه.
تعريف المال:
يعرف المال بكونه هو كل سلعة يمكن استخدامها للتجارة، وهو أيضا وحدةً للحساب ولتخزين القيمة. وقيمة المال عموما تكتسب من قدرته الشرائية والتي تنخفض عادةً مع مرور السنوات، ومن الأسماء التي تطلق على المال اسم "عصب الحياة"، وذلك لأنه مدار الحياة كلها، وأيضا لأهميته الكبرى البالغة في تلبية الحاجات المختلفة وتحقيق المنافع المتعددة، وشرعاً هو كل ما يصح امتلاكه في الإسلام والتصرف فيه وفق الأحكام الشرعية المرعية، وهو نوعان:
مال عام: ويقصد بهذا المال مال الدولة الذي تتملكه وتقوم باستخدمه أجهزتها للمنفعة العامة ويتم إنفاقه في ضوء القوانين المعمول بها ويدخل في هذا المال (موارد طبيعية، مصادر مياه، مدارس، مستشفيات، حدائق عامة...).
مال خاص: ويقصد بهذا المال، المال الذي يملكه الفرد أو مؤسسة غير حكومية، ويتم كسبه بالعمل أو الهبة أو غير ذلك، ويكون للمالك الحق في صرفه وفق ما يراه مناسبا.
حقائق صادمة عن المال:
تتعدد الأبحاث التي تجعل المال محل دراسة وتنقيب، ومن ذلك أنه مؤخرًا قد أجريت أبحاث جديدة في الولايات المتحدة حول هذا الموضوع، وقد أظهرت نتائج مهمة ومنها نتائج مفاجئة وغير متوقعة. فإليك ــ عزيزي القارئ ــ 20 حقيقة صادمة لا تعرفها عن المال ومن هذه الحقائق ما يلي:
الحقيقة الأولى: يميل الناس عموما لأن يحلموا بالمال والثراء أكثر مما يحلمون بـمما… الجنس.
الحقيقة الثانية: المال هو العامل الأساسي والسبب الرئيس في أغلب الخلافات الزوجية.
الحقيقة الثالثة: الإنسان العادي الذي لا يملك المال، لو امتلك ثروة في يوم من الأيام كان ليُبدد هذه الثروة على الخدم والمساعدين أكثر من أي شيء آخر.
الحقيقة الرابعة: هناك أبحاث ودراسات علمية تدعي أن هناك بعض المجتمعات البشرية التي دفعت نحو جعل مؤسسة الزواج مثل نظام اقتصادي ينظم الحياة الاجتماعية.
الحقيقة الخامسة: نسمع ذلك كثيرًا: الصحة هي الشيء الأهم في هذه الحية. حقًا كذلك هو الأمر فعلا؟ لا بطبيعة الحال المال (أو نقصانه عندنا) هو أحد عوامل التوتر الأساسية في حياتنا اليومية.
الحقيقة السادسة: ينتابنا القلق والتوتر بل في كثير من الأحيان الأرق والاكتئاب بسبب المال أكثر من علاقتنا الزوجية، بل وحتى أكثر من صحتنا النفسية والبدنية.
الحقيقة السابعة: تم ابتكار بطاقة الاعتماد أول مرة، وذلك لأن شخصًا ما تعرض لكثير من الإحراج في أحد المطاعم، وذلك بعد أن نسي محفظته في المنزل، ولم يكن في استطاعته دفع ثمن وجبة الطعام التي تناولها في ذلك المطعم.
الحقيقة الثامنة: الدين الأمريكي العام يساوي أكثر بعشرة أضعاف، على الأقل، من عائد تداول العملة الأمريكية الدولار في أنحاء العالم.
الحقيقة التاسعة: في الحقيقة فإن مجموع عائد جميع الأوراق المالية من فئة الدولار والقطع النقدية الأمريكية التي نجدها اليوم في كل أنحاء العالم، لا يزيد مجموعه عن 1.2 تريليون دولار، وهو عدد ضئيل إذا قارناه بحجم التعاملات المالية التي تتم بالدولار الأمريكي.
الحقيقة العاشرة: 90 % من مجموع العملات الورقية في الولايات المتحدة الأمريكية (عملة الدولار)، تحمل بين ثناياها المخدرات الصلبة وتحديدا مخدر الكوكائيين (Thinkstock).
الحقيقة الحادية عشر: تم ابتكار أول ورقة نقدية مصنوعة من الورق في العالم في قارة آسيا، وتحديدا في بلاد الصين، وقد حدث ذلك قبل أكثر من 1400 سنة تقريبًا.
الحقيقة الثانية عشر: حاليًا المطابع العالمية تطبع أوراق نقدية للعبة المونوبولي ( MONOPOLY ) أكثر من الأوراق النقدية الحقيقية.
الحقيقة الثالثة عشر: إن قمتم بالاحتفاظ بعشرة دولارات أمريكية في محفظتكم دون أن يكون لديكم أي دين لأي أحد، فستعتبرون أغنى من ربع سكان دولة الولايات المتحدة الأمريكية.
الحقيقة الرابعة عشر: أثبتت الأبحاث والدرسات بأن مفتاح السعادة المالية الحقيقي يتمثل في صرف مالك الخاص على شراء تجارب حياتية وليس على شراء منتجات و سلع أو حاجيات مادية.
الحقيقة الخامسة عشر: تربح شركة آبل كل دقيقة 300000 دولار تقريبًا، فالسنة الماضية على سبيل المثال كان الربح الصافي لشركة أبل 45 مليار دولار أمريكي، وذلك بعد خصم جميع النفقات والمستحقات، أما مجموع ربح الشركة كله فهو 84 مليار دولار أمريكي, وحالياً سعر شركة أبل يقارب الترليون دولار! وهو الان إلى هذه اللحظة التي نكتب فيها هذه المقالة يساوي تقريباً 756 مليار دولار .
الحقيقة السادسة عشر: كان بابلو إميليو إسكوبار (Pablo Escobar) زعيم المخدرات الكولومبي الشهير ــ والذي تمت تصفيته سنة 1993 م ــ يمتلك الكثير من المال إلى درجة أن بعض المصادر المطلعة قدرت بأن الفئران قامت بإتلاف أوراق نقدية له تُقدر بنحو مليار دولار.
الحقيقة السابعة عشر: هل يهتم الناس إذا كانت أوراقهم النقدية جديدة طبعت حديثا؟ نعم بلا شك، فقد اتضح أن أغلبية الأشخاص يقدّرون أكثر الأوراق النقدية الجديدة، وفي المقابل يتأففون ويشمأزون من الأوراق النقدية القديمة.
الحقيقة الثامنة عشر: إحدى أفضل الطرق لتجنيد أموال الصدقة، أو بعبارة أخرى دفع الناس إلى التبرع لغيرهم، هي إقامة وليمة مجانية لعدد كبير من الأشخاص، ثم القيام بوضع ظرف فارغ تحت الأطباق. من أجل أن يتبرع كل إنسان بقدر استطاعته.
الحقيقة التاسعة عشر: يضع الناس قدرًا أكبر من الإكرامية في المقاهي والمطاعم وغيرها بشكل أكبر في الأيام المشمسة مقارنة مع الأيام الغائمة.
الحقيقة العشرون: الصدقة لا تنقص من المال شيئا، وإنما ينميها مصداقا لقول النبي صلى الله عليه :"مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" رواه الإمام مسلم، هذه الحقيقة لم ترد في الدراسة الأمريكية لكن أورادناها لأهميتها، ولحض الناس على التصدق ومساعدة الناس.
منهج الاسلام في تدبير الأموال:
يجب على الإنسان المسلم بداية أن يعلم أن المالك الحقيقي للمال؛ هو الله عز وجل، ومع ذلك فالدين الإسلامي الحنيف قد أقر أن حب المال وتحصيله من غرائز النفس؛ مما يدفع هذا الإنسان إلى السعي والعمل لنيله، ثمّ العمل المستمر على تنميته، أو كنزه وادخاره، ولكنّ الواجب على الإنسان المسلم أن يأخذ من المال ما يسد حاجته، ويكون ما تبقّى من هذا المال في خذمة للضعفاء والمساكبن الذين لا يملكونه، فالمال ــ عموما حسب التصور الإسلامي ــ هو اختبار وامتحان من الله عز وجل للعبد، فلابد للمسلم أن يتحرى عن مصدر المال، وكيفية الحصول عليه، ووجوه إنفاقه.
وتجب الإشارة هنا، أن من خصائص النظام المالي في الإسلام ــ الذي يعتبر جزءاً أساسيا من النظام الإسلامي ــ أنه عبادةٌ كالعبادات الأخرى، سواءً أكان ذلك في الكسب أم في الإنفاق، وذلك بالترغيب في نيل الثواب من الله تعالى، وبالتحذير من عقابه، فالمال وسيلة للتقرب من الله تعالى ونيل رضاه وليس غايةً؛ إذ إن العبد هو مجرد متصرف بالمال فقط وليس مالكاً له في الحقيقة؛ فيصرفه كيفما أحب وشاء دون تحرّي ما يرضي الله تعالى أو ما يغصبه عز وجل،
كما أنّ النظام المالي الإسلامي يدعو إلى وجود رقابة ذاتية من كلّ فردٍ، وبذلك تتحقّق مصلحة الفرد والجماعة، وذلك دون انحياز لأيّ طرفٍ من الأطراف كيفما كانت درجته في المجتمع؛ تحقيقاً لمهمة الاستخلاف في الأرض، والتي تعتبر مهمة واجبة على كلّ مسلم ومسلمة، وتوظيفاً لمجموع القدرات البشرية التي وهبها الله عز وجل لعباده، كما أنّ الدين الإسلامي حرّم كنز المال بدون إخراج زكاته، وحذّر من هذا العمل تحذيرا شديدا، وتوعد رب العزة الممتنع عن أداء الزكاة بالوعيد الشديد، فإن أدّى المسلم ما عليه من زكاة أمواله، فلا يحرم أنذاك كنز المال، وكذلك إن لم يبلغ المال الذي تم كنزه النصاب المقدّر شرعاً والذي يوجب على صاحبه إخراج الزكاة.
عزيزي القارئ،
*** فيديو حول الموضوع ***
تعليقات
إرسال تعليق