الدعاء في الدين الإسلامي هو مخ العبادة وهو عبادة تنبني على سؤال العباد ربَّهم والطلب منه كل حاجاتهم الدنيوية او الأخروية وهي عبادة من بين أفضل العبادات التي يحبها الله ويبتغيها خالصةً له وحده ولا يجوز أن يصرفها العباد إلى غيره سبحانه وتعالى.
و من هذا المنطلق سوف نذكر لكم بعض الاشخاص الذين يقبل الله تعالى دعائهم في الحال فالمرجو منكم قبل ذلك متابعة قراءة المقالة إلى نهايتها لأن في آخرها قصة معبرة ومثيرة عن الظلم و أيضا لا تنسوا الاشتراك في قناتنا على اليوتيوب ففيها العديد من الفيديوهات المشوقة كما نرجو مشاركة هذه المقالة مع أصدقاء لتعم الفائدة كل المسلمين، فالدال على الخير كفاعله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) [رواه الترمذي].
وهذا الحديث النبوي الشريف يدل بوضوح أنّ هناك ثلاثة أشخاص لا يرد دعاءهم وهم؛ الشخص الصائم، والإمام العادل، والمظلوم وهؤلاء لا يكون بينهم وبين الله أي حجابٍ حين يرفعون أكفهم للدعاء، وهذا ما سنوضحه لكم - باذن الله - في هذا الفيديو.
أولا: الصائم
إن الصائم شخص مقرب إلى الله تعالى؛ وبالتالي فإن دعوته مقبولة بإذن الله، فعلى الإنسان الصائم أن يستغلّ الفترة الزمنية التي تكون قبل الإفطار في ذكر الله والتقرّب إليه بالدعاء، لكن يشترط في الصائم أن يكون قلبه - أثناء الدعاء - خاشعاً لرب العالمين ومستسلماً لإرادته، كما يجب أن يكون واثقاً من أنّ الله عز وجل لن يخيب دعاءه، وأنه سيستجيب له عاجلا ان آجلا، كما أنه على الإنسان الصائم أن يلحّ على ربه في طلب قضاء الحاجة، واستجابة الدعاء.
وتنبغي الإشارة هنا إلى أن استجابة الله للدعاء ستكون سريعةً إذا كان الإنسان آخذاً بأسباب الاستجابة، وهي: الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، من قبيل؛ أداء الصلوات في وقتها، والصوم، والتصدق على الفقراء، ومساعدة الآخرين،وحب الخير للناس اجمعين؛ وفي الجانب الآخر لا بد أن يكون مبتعدا عن أذية الناس ظلمهم، وايضا مجتنبا للغيبة والنميمة وغيرها.
وعموما فالدقائق التي تسبق وقت الإفطار تعد دقائق ثمينةً وغاليةً، فلا يجب على الصائم أن يفرط فيها ويضيعها بالأحاديث عن الناس واغتيابهم، فمن الأفضل له أن ينشغل بالدعاء أو أن يقرأ القرآن الكريم، وفي الاطار نفسه نذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبدأ إفطاره بقول: (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)[صحيح أبي داود]
ثانيا: الإمام العادل
الإمام العادل هو ايضا من الأشخاص الثلاثة الذين لا يردّ الله سبحانه وتعالى دعواتهم، وذلك سببه تضحياته الجسيمة التي يبذلها في خدمته لمجتمعه وشعبه، وحرصه الشديد على عيش أفراد شعبه حياة كريمة، خاصة وأنه بالعدل تنتظم أحوال الأمة، ويسودها الأمن والأمان والاستقرار، ويشيع البر والصلاح، وبه تكسر شوكة أهل الشر والفساد، ويعود الحقّ إلى أهله وأصحابه، وتجب الاشارة هنا، أن الإمام العادل هو أيضاً من الأشخاص السبعة الذين سيظلهم الله عز وجل في يوم القيامة يوم لا ظلّ إلا ظلّه.
فعن أبي هريرة أنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: "إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" [حديث متفقٌ عَلَيْهِ].
ثالثا: المظلوم
يعد الظلم أسوأ الذنوب التي قد قد يقع فيها الانسان، ولأجل ذلك فقد أعدّ الله عز وجل للظالمين عقاباً كبيراً لأنهم يجورون على حقوق الناس ويأخذنها غصبا، وأوجه الظلم عديدة ومتنوعة فقد يكون الظلم بالقول أو الفعل، وعموما فسيأتي يوم ترى فيه الظالمين وقد شربوا من الكأس الذي اذقوه للمظلومين، فيذوقون مرارة أفعالهم.
وهناك جملة من الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي فيها تشجيعٌ للإنسان المظلوم على الصبر وحثه عليه، لإن نصره سيكون قريباً - بإذن الله - مهما كان هذا الشخص ضعيفاً، فليس على المظلوم إلا أن يحتسب أمره عند الله سبحانه وتعالى، وأن يرفع أكفه إلى السماء، ويشرع في الدعاء بالفرج والنصر، وتجب الاشارة إلى أن الله عز وجل يستجيب لدعوة المظلوم حتى وإن كان مشركاً، أو كافراً، أو فاجراً، وذلك لأنّ الشرك والكفر والفجور يردّ على صاحبه، هذا ويجب على الانسان المسلم المداومة على الدعاء والاستغفار، واللجوء إلى الله والاستنجاد به في كل الاحوال.
رابعا: قصة المأمون مع أستاذه
يحكى انه حينما كان المأمون بن هارون الرّشيد طفلاً صغيرا، ضربه أستاذه بالعصا من غير سبب !!
فسأله المأمون: لِمَ ضربتني ؟!
فقال المعلم له : أسكت.
وكان كلما سأله المأمون، كان يجيبه المعلم ويقول له: أسكت
وبعد عشرين سنة من تلك الواقعة تولّى المأمون منصب الخلافة وامارة المؤمنين، فاستدعى أستاذه، وقال له : لِمَ ضربتني حينما كنتُ صبياً، وأنا لم أفعل لك شيئا؟!
آنذاك ابتسم الأستاذ و أجابه : ألم تنسَ ذلك؟
فقال له المأمون: و الله لم أنسَ
فقال له الأستاذ وهو يبتسم: حتّى تعرف وتعلم أنّ (المظلوم لا ينسى أبدا من ظلمه) .
لا تظلم أحداً مهما صغر شأنه، فالظلم نار لا تنطفئ في قلب المظلوم ابدا، ولو مرت عليها السنين، وظلم العباد للعباد لا يبلى ويتقادم، فالله تعالى هو ناصر المظلومين كما أنه يحدد موعد نصرهم في الوقت والمكان المناسبين لذلك.
وختاما لاتنسوا دعمنا بالاشتراك في قناتنا على اليوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء كما لا تبخلوا علينا بلايك لتحفيزنا... كما اننا سنكون سعداء جداً بزيرتكم لموقعنا ومتابعتها في صفحاتنا على الفايسبوك والانستغرام وتويتر ..
دمتم في رعاية الله وحفظه وإلى اللقاء في مقال جديد بإذن الله ومشيئته.
تعليقات
إرسال تعليق