يشتكى الكثير من الناس من ضيق في الرزق ولا يعلم هؤلاء الناس أن أعمالهم السيئة هي السبب الرئيس في ضيق رزقهم وفقرهم الشديد. وفي هذا الإطار لا بد من ذكر أنه توجد ثمانية أعمال محرمة شرعا تعد سببا في ضيق الرزق وضنك العيش.
لكن قبل التعرف على تلك الأعمال الخطيرة المرجو منكم قبل ذلك متابعة قراءة التدوينة إلى نهايتها و أيضا لا تنسوا الاشتراك في القناة ومشاركة الفيديو مع أصدقاء لتعم الفائدة كل المسلمين، فالدال على الخير كفاعله، كما لا تنسوا متابعتنا في الانستغرام.
يُعد الرِّزق من المواضيع الحسّاسة في حياة الانسان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الكائن البشري وقام بتهييء الأسباب له، ليعيش في حياته بالشكل الذي يضمن له البقاء والاستمرار في هذه الأرض، ومن أجل ذلك فقد سخَّرَ الله عز وجل له الارض وما يوجد عَليها من أنعام ودواب وجمادات، وهيء له أيضا كل الطرق والسبل التي تعينه على استغلال خيرات الأرض واستخراج ما فيها من ثروات؛ فأنزَلَ الله عز وجل له الماء من السماء، فأروى صنوف شتى من الأشجارَ والنباتات، وتبعا لذلك فالله تعالى قدر - لهذا الإنسان - رزقه وكتبه له أينما حل وارتحل.
لكن هناك مجموعة من الأفعال التي يقترفها بعض الناس تضيق الرزق. وتمنع أسبابه، فعلينا الحذر كل الحذر من هذه الأعمال فنبتعد عن فعلها لكي ينجينا الله عز وجل من عذابه الأليم في الحياة الدنيا والآخرة، ويوسع علينا أرزاقنا فما هي هذه الأعمال المحرمة التي تمنع الرزق؟
1.ارتكاب الفواحش:
إن ارتكاب الفواحش مثل الزنا والسرقة وغيرها يعد سببا رئيسا في الفقر والعوز والحاجة فقد روى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما ظهر فى قوم الربا والزنا الا احلوا بأنفسهم عقاب الله ” أخرجه الإمام أحمد وابن حبان.
2.الغش في الميكال والميزان:
من بين الاعمال المحرمة المنهي عنها في شريعتنا الغراء الغش في الميكال والميزان والتطفيف فيهما، فالله سبحانه وتعالى توعد فاعل هذا الفعل الآثم بالويل والعذاب في الدنيا والآخرة. فقد قال سبحانه وتعالى في سورة المطففين “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)”[المطففين :1-5] فالله في هذه الآيات الكريمة يتعهد كل مرتكبي هذه الخطيئة العظيمة بالعذاب العظيم في يوم القيامة.
3.عدم الاحتكام الى شرع الله:
من أبرز الخطايا العظيمة المؤدية للضيق الرزق وضنك العيش ذنب يغفل عنه معظم الناس، وهو عدم الاحتكام إلى شرع الله سبحانه وتعالى والتمسك بالقوانين الوضعية التي وضعها الناس عدم الاحتكام الى شرع الله عز وجل مصداق لقوله تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [النساء:65] وقوله عز وعلا: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].
4.أكل الربا والتعامل بها:
من بين الكبائر المهلكة، و المسببة لغضب الله ومقته معصية أكل الربا والتعامل بها، فالله عز وجل توعد فاعل هذا الفعل الآثم بالويل والعذاب في الدنيا والآخرة، كما أن التعامل بالربا هو اعلان صريح للحرب على الله تبارك وتعالى واشكال هذه الحرب عديدة ومتنوعة، ومنها أن الربا تعتبر سببا أساس في الفقر والعوز فقد قال تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ، وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" [البقرة:278-280]، وجدير بالذكر أن هذه المعصية الخطيرة قد ابتلي بها كثير من الناس في زماننا فنسألك يا الله أن تعافينا مما ابتلي به غيرنا.
5. الاحتكار في السلع:
من بين المعاصي العظام التي يقترفها بعض التجار الطماعين معصية الاحتكار، ومعنى الاحتكار في السلع هو أن يعمد التاجر إلى تجميع كل ما في السوق من بضائع فيخبئها إلى أن يرتفع سعرها وثمنها ثم يبيعها للناس بثمن مرتفع جدا.
وقد جاء في الحديث النبوي الشريف لعن ذلك الفعل والوعيد فيه، فالنبي ﷺ قال: "لا يحتكر إلا خاطئ"، وقال: "من احتكر فهو خاطئ" يعني: فهو آثم. فهذا الفعل يعد سببا أساس في محق البركة من الرزق، وسبب أيضا في الفقر وضيق الحال والرزق.
6.امتناع الناس عن إخراج الزكاة:
من الذنوب والخطايا الخطيرة التي تقع في مجتمعاتنا الإسلامية امتناع عدد كبير من الناس عن إخراج الزكاة، رغم توفر شروطها الأساسية عند كثير من الناس، وعامة فلو أخرج الناس الأغنياء زكاتهم في حينها دون تأخير فلن تجد في مجتمعاتنا شخصا فقيرا واحد، ولعل هذا يبين بوضوح الحكمة من فرضها من لدن الله تعالى على المسلمين القادرين عليها، ولإدراك عظمة هذا الفعل نذكر أن أبا بكر الصديق قد أعلن الحرب على مانعي الزكاة فقال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه".
وهو الأمر الذي أدركه جيدا الفاروق عمر رضي الله عنه لما سمع كلام أبي بكر فقال: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. [متفق عليه] .
7.كثرة الحلف بالله كذبا:
من الافعال الآثمة التي يقترفها عدد كبير من الناس في زمننا، والتي تعد سببا في الفقر وضيق العيش، كثرة الحلف بالله كذبا وبهتانا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم” : من حلف بالله فليصدق، ويقول ايضا ﷺ: من حلف على يمين هو فيها كاذب يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق [لقي] الله [وهو] عليه غضبان، وفي اللفظ الآخر: فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فالمقصود هنا في هذا الحديث بروايتيه أن اليمين بالكذب لا تجوز شرعاً، بل يجب على المسلم الصدق في يمينه في جميع الأحيان والأحوال.
8.ترك الاستغفار:
من الأمور التي تؤدي إلى ضيق العيش والفقر ترك عبادة الاستغفار، فكما هو معلوم فإن الاستغفار يعد سببا رئيسا في سعة الخير والرزق وكثرة البركة مصداقا لقوله تعالى في سورة نوح” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)"[نوح:10-12]
ختاما ايها الإخوة الكرام أوصيكم ونفسي أولا بالابتعاد عن كل هذه الأعمال المحرمة وغيرها من المحرمات في ديننا الإسلامي الحنيف، والتي تعمل على تضييق الرزق وتصيب الانسان بالفقر، والتي يفعلها الكثير من الناس دون أن يعرفوا انها السبب فى قلة رزقهم ومحق البركة فيه.
تعليقات
إرسال تعليق