القائمة الرئيسية

الصفحات

احذر ! المعصية التي تجعل أعمالك لا يقبلها الله تعالى


احذر ! المعصية التي تجعل أعمالك لا يقبلها الله تعالى
احذر ! المعصية التي تجعل أعمالك لا يقبلها الله تعالى


خلق الله عز وجل الكائن البشري وأمره بطاعته، وقام بتحذيره من عاقبة عصيانه، وجعل فطرته قابلةً لارتكاب صنوف المعاصي والأثام؛ فالنفس الإنسانية بطبيعتها أمّارة بالسوء داعية للوقوع فيه، لذلك فالإنسان مُعرَّض دائما للوقوع في براثن الزّلل والذنوب، فهو ليس معصوما كالانبياء والمرسلين، وليس مَلَكاً من الملائكة المُقرَّبين، ومن هذا المنطلق فإن الإسلام يعترف بقابليّة  وقوع المسلم في الخطأ، لكن المشكلة المطروحة تكمنُ في اصرار الإنسان المذنب على اقتراف الذنوب، والتّمادي بفعلها دون خوف من الله تعالى، وهو عكس العباد الأتقياء الذين إذا ظلموا أنفسهم باقترافهم معصية ما سرعان ما يتذكّرون عظمة الله عز وجل، فيسارعون نحو الاستغفار والتوبة، وقد حذّرت الشريعة الإسلامية الغراء المسلمين من مغبة الاستجابة لوساوس الشيطان الرجيم، كما حثتهم على عدم اتّباع هوى النّفس ونزواتها، ودعت الفرد المسلم إلى استحضار مراقبة الله تعالى له في كل وقت وحين، وخاصّةً في الخلوات، فما هو المقصود بذنوب الخلوات، وما هو أثرها على الإنسان المسلم، وكيف يمكنه اجتناب هذه الذنوب وتلافيها؟ 

أولا: تعريف الذنب


لتوضيح المقصود بذنوب الخلوات، لا مناص من إيراد  تعريف الذنب لغة واصطلاحاً حيث عرفه علماء الشريعة على النحو التالي: 

1. الذنب في اللغة: 

هو لفظة مفردة، وجمعها هو ذنوب، ومعنى به ارتكاب الأمر غير المشروع، ويُسمّى الذنب أسماء أخرى من قيل:الإثم، والجُرم، والمعصيةً.

2. الذنب في اصطلاح العلوم الشرعية: 

هو فعلٌ ما، حذّرنا منه الله عز وجل ممّا جاء النهي عنه وتركه في الأحكام الشرعيّة، سواءً أكان ذلك المنهي عنه قولاً أم فعلاً، ظاهراً في العلن أم باطناً في السر، ويدخل أيضاً في حكمه ترك ما أمرنا الله عز وجل به من أوامر، وعموما فالذنوب في الإسلام تنقسم إلى قسمين أساسيين، وتوضيح ذلك كالتالي:

أ. كبائر الذنوب: 

وهي كلّ ذنبٍ اقترن شرعاً بوعيد شديد من الله تعالى؛ ومثله: الوعيد بدخول جهنّم، أو ذوق عذاب الله ، أو نيل غضبه ولعنته. 

ب . صغائر الذنوب:

كلّ ذنبٍ ما دون الحدّين؛ حدّ الدنيا، وحدّ الآخرة، وبعبارة أوضح فهذه الذنوب هي ما دون الكبائر، وتجدر الإشارة هنا إلى أن تكرر هذه الذنوب الصغيرة والإصرار عليها يحولها إلى كبائر تستوجب عقاب الله تعالى. 

ج . ذنوب الخلوات:

المقصود بذنوب الخلوات هي تلك المعاصي التي يرتكبها الإنسان في حالة غيبته عن النّاس واختلائه بنفسه، ولا يدخل ضمن هذا الصنف من الذنوب حديث النّفس الذي يقع أحياناً في نفس الإنسان، ولكن إذا استمر فيها طويلا دون إستغفار فإنّها تُعدّ من ذنبا من ذنوب الخلوات القلبية. 

إن ذنوب الخلوات لا تدخلُ ضمنها صغائر الذنوب التي لا يسلم منها أي أحد من عباد الله تعالى، دون استرسال بارتكابها، كما بينا سابقا، وقد ورد بيان وتوضيح حال أصحاب ذنوب الخلوات في ما رواه الصحابي ثوبان عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لأعلَمَنَّ أقواماً من أمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ؛ فيجعلُها هباءً منثوراً، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا لا نكونُ منهم ونحن لا نعلمُ، قال: أما إنَّهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم، ويأخذون من اللَّيلِ كما تأخذون، ولكنَّهم قومٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها)، ورد في صحيح ابن ماجة وصححه الألباني. 

ويظهر من الحديث النبوي الشريف أنّ المقصود بهؤلاء الناس هم المنافقون وأهل الرّياء الذين لا يعظمون حرمةً الله عز وجل، ويدخل في زمرتهم كل من كانت لديه الجرأة على الاستخفاف بحدود الله سبحانه وتعالى، فمنهم من يقضي وقته إبان خلواته في مشاهدة الأفلام الناجمة على الفضائيات الفاسدة، أو في النظر إلى المحرمات في المواقع الإباحية، لكنهم يظهرون للناس وجها آخر مخالف عن وجههم الحقيقي، حيث إنهم يظهرون الاستقامة والصلاح، ولهذا جاء الحديث النبوي السابق مُحذِّراً لهؤلاء لكي لا يكون حالهم مثل حال المنافقين.

وتجب الاشارة إلى أن قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله) في الحديث المذكور سابقا لا يعني بالضرورة خلوة هؤلاء في منازلهم وحدهم، بل إنهم قد يكونون مع أشخاص هم على شاكلتهم، ويدخل في معنى انتهاك حرمات الله كل شخص إذا سنحت له الفرصة وقع في ماحرمه الله تعالى، فالمنتهكون لمحارم الله عز وجل إمّا يستحلّون فعل ذلك لأنفسهم بعيداً عن مرأى النّاس ومسمعهم، أو أنهم يبالغون فيها بالخلوات ويرضونها لأنفسهم وكأنّهم قد أمنوا مكر الله تعالى وعقوبته لهم، ومن هنا جاء نص الحديث النبوي متضمنا الوعيد بإحباط أعمالهم، باعتبار أنّ ارتكاب هؤلاء للذنوب في الخلوات يدلّ على عدم احساسهم بمراقبة الله واطّلاعه عليهم وعلى سرائرهم.

ثانيا: مساوئ ذنوب الخلوات

إن لذنوب الخلوات الكثير من الآثار السلبية على فاعلها في الحياة الدنيا والآخرة، منها:

  • عدم كمال العبوديّة لله تعالى.
  • نفور المؤمنين من الأشخاص الذين يخالفون أمر الله عز وجل في خلواتهم، فما أسرّ بشر سريرةً إلّا أظهرها الله سبحانه وتعالى على ملامح وجهه وقسماته، وأيضا في فلتات لسانه خيرها وشرّها. 
  • الخلوة هي امتحان شديد الصعوبة تظهر نتائجه في الحياة الدنيا والآخرة، وبها تعرف درجة تقوى العبد والتقوى - كما هو معلوم - لا تكتمل إلا بصلاح السريرة، وهذا  - للأسف الشديد- يكاد ينعدِم في الشخص المُنتهك لمحارم الله في خلواته، ذلك لأنّ تقوى الله وخشيته تكون في السرّ أصعب منها في العلن، وتبعا لذلك فهي  أعظم أجراً؛ فالدافع إليها مخافة الله عز وجل وحده. 
  • أن سيّئات ذنوب الخلوات تُبطِل حسنات العلن وتمحقها. 
  • سوء الخاتمة لمرتكب ذنوب الخلوات ؛ وهي عقوبة إلهيّة على عدم صدق العبد،وفي ذلك يقول ابن رجب رحمه الله: (خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة بين العبد وربه). 
  • ذنوب الخلوات تدلّ على ضعف الإيمان، وعدم تعظيم الله وأوامره في فؤاد العبد، كما يليق بجلال  الله عز وجل، فخشية الناس في قلب مقترف ذنوب الخلوات أعظم من خشية الله تعالى.
  • وأخطر شيء في ذنوب الخلوات أنّ التعود عليها يوطن اليأس في قلب العاصي، فينقطع عن التوبة والإنابة إلى الله. 

ثالثا: كيف أتخلص من ذنوب الخلوات؟ 

يستطيع الانسان الواقع في مستنقع ذنوب الخلوات أن يتخلص منها بعدّة طرق ووسائل مختلفة، منها:

  •  محاولة الإقلال من الخلوات بالنفس، فبعض الأشخاص يغويه الشيطان ونفسه خلال خلواته. 
  •  الدعاء الشخص الله عز وجل والتّذلل إليه ورجاءه أن يُصلِح  ما أفسده الشخص على نفسه باتباع الهوى والشّهوات.
  •  التذكّر الدائم لستر الله  على العبد، وأنّ ستر الله عز وجل لمنتهك الحرمات دليل على أنّ الله سبحانه لا يزال يعطي العبد فرصةً للإنابة والتوبة.
  •  تذكّر العبد انه سيقف يوم القيامة بين يدي الله وجلّ، وأنّه سيُكلّم ربّه وسيواجهه بكل أفعاله القبيحة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه ربُّهُ، ليس بينَه وبينَه تُرجمانٌ، ولا حجابٌ يحجبُه).
  •  استحضار العبد موقف انكشاف أمره في خلواته أمام من الأشخاص الذين يحترمونه. 
  •  تذكر أنّ الخلوة في حياة الإنسان المؤمن يجب أنّ تكون صلةً بالله عز وجل، وليست مجالا لتلبية الشهوات الشيطانية.
  •  استشعار العبد مراقبة الله له، وأنّه لا تخفى عليه خافية سواء أكانت صغيرة أم كبيرة. 
  •  الاستحضار الدائم من طرف العبد أن الشيطان عدو له، وأنّ الفرحة الكبرى هي فرحة الانتصار على الشيطان، والتخلص من سلطانه غوايته.
أخيرا أخي المسلم اختي المسلمة أدعوكم وأدعو نفسي للحذر من الوقوع في ذنوب الخلوات لكي لا تحبط أعمالنا ونلاقي الله وهو عنا غاضب، واعلموا أن تقوى الله هي أسهل طريق للوصول إلى رضا الله عز وجل ونيل جناته. 






ختاما لاتنسوا دعمنا بالاشتراك في قناتنا على اليوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء كما لا تبخلوا علينا بلايك لتحفيزنا... كما اننا سنكون سعداء جداً بزيرتكم لموقعنا ومتابعتها في صفحاتنا على الفايسبوك والانستغرام وتويتر.. دمتم في رعاية الله وحفظه وإلى اللقاء في فيديو جديد بإذن الله.



author-img
مدون محترف مهتم بالسفر والجولات وغيرها من الأمور المتعلقة بإثراء المحتوى، هدفنا الرئيسي هو الإفادة والاستفادة دائما. سأكون سعيدا لتعليقاتكم ومتابعتكم على موقعنا... شكرًا لكم

تعليقات

التنقل السريع