انتبه..!! أمر غريب يقع للنائم عن صلاة الفجر ونحن عنه غافلون! |
يشتكي العديد من المسلمين في عصرنا الحالي للأسف الشديد، من عدم القدرة على الاستيقاظ مبكرا لتأدية صلاة الفجر في وقتها المحدد لها شرعا، فتجد الإنسان لا يستيقظ إلا في وقت متأخر من النهار، ولا ينتبه أنه قد ضيع على نفسه خيرا عظيما، فهل هناك عوامل وأسباب لذلك الأمر فيعمل الإنسان على محاولة إزالتها، أم أنه يستسلم للأمر الواقع ويقول ليس هناك بالإمكان أفضل مما كان، وهذا هو قدر الله تعالى وقضاؤه؟.. وغير ذلك من العبارات والجمل المثبطة والتي توظف للأسف الشديد في غير محلها.
لذلك نقول والله المستعان: إن النائم عن صلاة الفجر يحدث له أمر غريب قد لا يكون سمع به بعضنا من قبل، بل منا من سيجد الأمر بسيطا ولا دعي لإثارته، وآخـــــرون ــ ونحـن منهم ـــ يرون أن القضية هامة جدا وتستحق الطرح. لذلك فإننا سوف نخصص هذا الفيديو لشرح حديث نبوي شريف يشرح المسألة ويبينها تبيينا واضحا، وكذلك سنورد شرح العلماء له، وسنختم الفيديو بالإشارة إلى إعجاز علمي مضمن في هذا الحديث الشريف، لذلك فعليك عزيز المشاهد أن تتابع الفيديو إلى نهايته، لتتعرف على طبيعة هذا الإعجاز العلمي المدهش، ولتحصل الفائدة بإذن الله.
اهلا بكم من جديد مشاهدي ومتابعي قناة أفكار إسلامية وموقع https://afkarislamiya.info نعتقد نحن المسلمين أن السنة النبوية المشرفة هي نبراس الإنسان المسلم ومصباحه الذي يهديه إلى طريق الهدى، وقد علمنا رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كيف نحسن التعامل مع كل أمر يواجهنا في حياتنا، ومن الأمور التي تحدث عنها نبينا الكريم عليه صلوات ربي وسلامه ما يقع للإنسان المسلم الذي ينام عن صلاة الفجر، وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فإن هذا الحديث الذي سنذكره الآن يتضمن إعجازا علميا فريد يؤكد نبوته وأنه خاتم النبيئين والمرسلين.
1. نص الحديث:
ورد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ». حديث متفق عليه.
2. خلاصة الحديث:
أشار الحديث النبوي الشريف صراحة إلى أن الشيطان اللعين يعقد في الليل على مؤخرة رأس النائم ثلاثة عقد ثم يقوم بالضرب عليها وذلك لإنزال النعاس عليه، وذلك بغرض صده ومنعه من تأدية نافلة قيام الليل وفريضة صلاة الفجر، فإن استيقظ النائم من نومه وذكر الله تعالى وتوضأ وصلى ركعتين أنحلت تلك العقد بإذن الله، أما إذا لم يستيقظ لصلاة الفجر فإنه يستيقظ خبيث النفس كسلانا.
3. شرح العلماء للحديث النبوي:
ـــ شرح الإمام النووي للحديث:
ورد شرح الإمام النووي للحديث في شرحه لكتاب صحيح مسلم فقال:
الْقَافِيَة: آخِر الرَّأْس، وَقَافِيَة كُلّ شَيْء آخِرُهُ، وَمِنْهُ قَافِيَة الشَّعْر. قَوْله: ( عَلَيْك لَيْلًا طَوِيلًا ) هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم نُسَخ بِلَادنَا بِصَحِيحِ مُسْلِم، وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ رِوَايَة الْأَكْثَرِينَ (عَلَيْك لَيْلًا طَوِيلًا ) بِالنَّصْبِ عَلَى الْإِغْرَاء، وَرَوَاهُ بَعْضهمْ (عَلَيْك لَيْل طَوِيل ) بِالرَّفْعِ أَيْ بَقِيَ عَلَيْك لَيْل طَوِيل، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي هَذِهِ الْعُقَد فَقِيلَ: هُوَ عَقْد حَقِيقِيّ بِمَعْنَى عَقْد السِّحْر لِلْإِنْسَانِ وَمَنْعُهُ مِنْ الْقِيَام قَالَ اللَّه تَعَالَى: { وَمِنْ شَرّ النَّفَّاثَات فِي الْعُقَد } فَعَلَى هَذَا هُوَ قَوْل يَقُولهُ يُؤَثِّر فِي تَثْبِيط النَّائِم كَتَأْثِيرِ السِّحْر، وَقِيلَ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون فِعْلًا يَفْعَلهُ كَفِعْلِ النَّفَّاثَات فِي الْعُقَد، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَقْد الْقَلْب وَتَصْمِيمه، فَكَأَنَّهُ يُوَسْوِس فِي نَفْسه وَيُحَدِّثهُ بِأَنَّ عَلَيْك لَيْلًا طَوِيلًا فَتَأَخَّرْ عَنْ الْقِيَام، وَقِيلَ: هُوَ مَجَاز، كُنِّيَ لَهُ عَنْ تَثْبِيط الشَّيْطَان عَنْ قِيَام اللَّيْل.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَإِذَا اِسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اِنْحَلَّتْ عُقْدَة، وَإِذَا تَوَضَّأَ اِنْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى اِنْحَلَّتْ الْعُقَد، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّب النَّفْس، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيث النَّفْس كَسْلَان ) فِيهِ فَوَائِد مِنْهَا: الْحَثّ عَلَى ذِكْر اللَّه تَعَالَى عِنْد الِاسْتِيقَاظ، وَجَاءَتْ فِيهِ أَذْكَار مَخْصُوصَة مَشْهُورَة فِي الصَّحِيح،...
وَمِنْهَا: التَّحْرِيض عَلَى الْوُضُوء حِينَئِذٍ وَعَلَى الصَّلَاة وَإِنْ قَلَّتْ. وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَإِذَا تَوَضَّأَ اِنْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ ) مَعْنَاهُ: تَمَام عُقْدَتَيْنِ، أَيْ اِنْحَلَّتْ عُقْدَة ثَانِيَة، وَتَمَّ بِهَا عُقْدَتَانِ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّب النَّفْس ) مَعْنَاهُ: لِسُرُورِهِ بِمَا وَفَّقَهُ اللَّه الْكَرِيم لَهُ مِنْ الطَّاعَة، وَوَعَدَهُ بِهِ مِنْ ثَوَابه مَعَ مَا يُبَارِك لَهُ فِي نَفْسه، وَتَصَرُّفه فِي كُلّ أُمُوره، مَعَ مَا زَالَ عَنْهُ مِنْ عُقَد الشَّيْطَان وَتَثْبِيطه، وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيث النَّفْس كَسْلَان )، مَعْنَاهُ لِمَا عَلَيْهِ مِنْ عُقَد الشَّيْطَان وَآثَار تَثْبِيطه وَاسْتِيلَائِهِ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ عَنْهُ، وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّ مَنْ لَمْ يَجْمَع بَيْن الْأُمُور الثَّلَاثَة وَهِيَ: الذِّكْر وَالْوُضُوء وَالصَّلَاة، فَهُوَ دَاخِل فِيمَنْ يُصْبِح خَبِيث النَّفْس كَسْلَان.
ـــ شرح ابن حجر العسقلاني للحديث:
قد شرح ابن حجر العسقلاني لهذا الحديث في كتابه فتح الباري، وذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في شرحه لهذا الحديث قريباً من شرح النووي وزاد عليه (يضرب أي بيده على العقدة تأكيدا وإحكاما لها قائلا ذلك، وقيل معنى قوله يضرب يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ ومنه قوله تعالى:﴿فضربنا على آذانهم﴾ أي حجبنا وقيل معنى يضرب يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ ومنه قوله تعالى:﴿فضربنا على آذانهم﴾ أي حجبنا الحس أن يلج في اذانهم فينتبهوا.
4. الإعجاز العلمي الوارد في الحديث النبوي:
نستخلص مما سبق أن قافية الرأس هي مؤخرته أو آخره وقال البعض أوسطه وأن ضرب الشيطان الرجيم على العقد التي يعقدها هو من أجل حجب الحس عن النائم لكي لا يستيقظ لقيام الليل وصلاة الفجر ولكي يشعره بالكسل وأن يتكاسل عن أدائهما. فحينما ينام الإنسان يقوم الشيطان اللعين بعقد ثلاث عقد على مؤخرة رأسه، وتحديدا في منطقة التشكيل الشبكي المسؤولة عن النوم واليقظة في الدماغ، ثم يضرب عليها ويقول: علَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فبضربه هذا على هذه العقد يقوم بتثبيط عمل المنطقة المسؤولة عن النوم واليقظة فيظل الإنسان نائما وحينما يستيقظ يكون خبيث النفس كسلانا، أما إذا استيقظ الإنسان وقام بذكر الله وتوضأ وصلى ركعتين فإن تلك العقد الثلاثة تفك ــ بإذن الله ـــ فيذهب تأثير الشيطان اللعين فيصير الإنسان طيب النفس نشيطاً.
ففي الحديث النبوي الشريف تحديد دقيق وإشارة واضحة إلى أن مركز النوم واليقظة يوجد في مؤخرة الرأس أو قافية الرأس وهذا إشارة بينة إلى أن مركز التحكم باليقظة والنوم يقع في مؤخرة الدماغ (مؤخرة الرأس)، وهذا للإشارة ما قام بإثباته العلم الحديث، وهذا دليل جلي واضح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان نبيا مؤيدا من الله تعالى بالوحي ولم يكن ينطق عن الهوى وأنه نبي مرسل من عند الله تعالى، عالم كل شيء ومدبر هذا الكون الفسيح.
فعليك أخي المسلم أختي المسلمة باجتناب الوقوع في إثم تفويت صلاة الفجر والحرمان من فضلها الكبير، فقد كان سلفنا الصالح يرون فَوْتَ صلاة الفجر في الجماعة مصابا جللا عظيما يستحق الندم والعزاء. وفي ذلك يقول حاتم الأصم: فاتتني صلاة الجماعة مرة، فعزّاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو ولد مات لي لعزّاني أكثر من عشرة آلاف شخص؛ وذلك لأن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا.
فأين أنا وأنت ـ يا معاشر الأحباب ـ من هدي من سبقونا من الصالحين؟ وهذا شيء قليل من أخبارهم وآثارهم. كما نتساءل كيف يهنأ الإنسان بالنوم والنعاس والناس في مساجد الرحمان يعيشون أغلى اللحظات مع قرآن الفجر، ويستمعون إلى أمتع خطاب وألذ كلام ، ويتنسمون نسمات جناته الفيحاء؟! فالمحروم من يحرم نفسه بركات وخيرات الفجر المتنزلة؟!.
فرجة ممتعة
ختاما أيها الأعزاء إذا كنتم على معرفة بمعلومة أخرى لم نذكرها في هذا الفيديو، أو كان لكم استفسار أو سؤال فرجاء أكتبوا لنا تعليقا توضحون فيه ذلك، وسنكون مسرورين بالإجابة. كما لا تنسوا الاشتراك بقناتنا على اليوتيوب ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء والضغط على زر الإعجاب لتحفيزنا على الاستمرار، دمتم في حفظ الله رعايته، وإلى اللقاء في فيديو جديد بحول الله.
تعليقات
إرسال تعليق