أهلا بكم من جديد أحبائي الكرام متابعي قناة أفكار إسلامية وقراء موقع afkarislamiya.info كما أوردنا في مواضيع سابقة فإن القران الكريم قد أورد أكثر من قصة لسيدنا سليمان عليه السلام ومن تلك القصص الرائعة نذكر مثلا قصته مع والده داوود عليه السلام في مجلس القضاء، وقصته عليه السلام مع النملة في وادي النمل، وأيضا قصته العجيبة عليه السلام مع الجن، وقصته عليه السلام مع الهدهد والملكة بلقيس ملكة مملكة سبأ وهذه هي القصة هي التي نحن بصدد الحديث عنها الآن.
لقد بدأت هذه القصة المعبرة حينما كان أحد أنبياء بني إسرائيل ــ وهو سيدنا سليمان عليه السلام ــ يتفقد جيوشه من الحيوانات والطيور المختلفة، أنذاك لفت انتباه نبي الله سليمان عليه السلام اختفاء طائر الهدهد دون سابق عذر مقبول، فغضب سيدنا سليمان عليه السلام غضبا شديدا من غياب الهدهد وتوعده حين عودته بالعقاب الشديد إن هو لم يقدم له سببا مقنعا يبرر به غيابه وعدم حضوره.
وبعد مدة من تفقد سليمان لجيوشه رجع الهدهد وذهب من فوره إلى سيدنا سليمان عليه السلام وسرد له سبب غيابه وعدم حضوره، وهو أنه التقى بهدهد آخر من بلاد الجنوب فكلمه عن وجود مملكة عظيمة تقع في سبأ بأرض اليمن فذهب معه هدهد سيدنا سليمان عليه السلام ليرى تلك المملكة العظيمة، ولكن حينما وصل هدهد سيدنا سليمان عليه السلام إلى تلك المملكة رأى شيئا عجيبا وغريبا، حيث رأى أن أهل هذه المملكة قد أمروا عليهم امرأة وجعلوها ملكتهم، إضافة إلى كونهم قوم وثنيون يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله سبحانه وتعالى.
حينما سمع سيدنا سليمان عليه السلام حديث الهدهد ذاك وكلامه قال له سوف نتأكد من صدق حديثك، فأمره بأن يحمل رسالة منه إلى ملكتهم، فذهب الهدهد من حينه إلى تلك المملكة برسالة سيدنا سليمان عليه السلام لكي يلقيها إليهم، وبالفعل وصل الهدهد إلى مملكة سبأ وألقى الرسالة وتنحى جانبا ليرى كيف ستكون ردة فعل الملكة بلقيس وحاشيتها على رسالة نبي الله سليمان عليه السلام.
فكيف كانت إذا ردة فعل بلقيس وقومها علر رسالة سيدنا سليمان عليه السلام؟
فكيف كانت إذا ردة فعل بلقيس وقومها علر رسالة سيدنا سليمان عليه السلام؟
<><>
بعد أن وصلت الرسالة إلى يد بلقيس ملكة سبأ وقرأتها قامت بجمع حاشيتها ومستشاريها وقادة جيشها لتسمع رأيهم وتستشيرهم فيما ورد في تلك الرسالة، ولكن هؤلاء القادة كانوا أقل منها حكمة وحصافة رأي فقالوا لها إن مملكتنا ذات قوة وبأس شديدين وإن أردتي ــ يا سيدتنا وملكتنا ــ أن ندخل في الحرب مع هذا الملك فنحن لها وقادرون عليها، لكن تلك الملكة كانت أكثر منهم ذكاء وحكمة، فقالت لهم إنني سوف أرسل مجموعة من الهدايا الثمينة إلى الملك سليمان لأجعله يتعاطف معنا ونتجنب الحرب معه.
إن ملكة سبأ ـــ بفعلها ذاك ـــ كانت تظن أن نبي الله سليمان عليه السلام هو كباقي الملوك والحكام، فقامت الملكة بارسال الهدايا، لكن سيدنا سليمان عليه السلام غضب من ذلك غضبا شديدا ورد تلك الهدايا إليهم وقرر إعلان الحرب عليهم، وحينما رجعت الهدايا إلى ملكة سبأ عرفت تلك الملكة أنها تتعامل مع ملك غير عادي فقررت الذهاب لزيارة الملك سليمان عليه السلام في قصره.
بعد أن بلغ إلى علم سيدنا سليمان عليه السلام قدوم ملكة سبأ إلى قصره طلب من الجن ــ الذين سخرهم الله تعالى لخدمته وأغراضه المختلفة ــ أن يحضروا عرشها من قصرها، فقال له عفريت من الجن أنا سوف أحضر لك العرش قبل أن تقوم ــ يا نبي الله ــ من مقامك، لكن قال له أحد المستشارين الذي آتاه الله سبحانه وتعالى من علما الشيء الكثير أنه سوف يحضر له عرش بلقيس ملكة سبأ قبل أن يرتد طرف سيدنا سليمان عليه السلام إليه.
وبالفعل حينما وصلت بلقيس ملكة سبأ وجدت أمامها عرشا يماثل عرشها فلما سألها سيدنا سليمان عليه السلام هل هذا هو عرشك قالت كأنه هو، فهي لم تكن تتوقع أن يكون هذا الذي أمام أعينها هو عرشها الذي تركته خلفها في مملكتها قبل أن تأتي، ومن جراء فقد أصيبت بالدهشة والاستغراب.
لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد كان سيدنا سليمان عليه السلام قد أمر خدمه من الجن قبل حضور بلقيس ببناء صرح عظيم ممرد من قوارير، ودعا ملكة سبأ للدخول إليه، وحين دخلت الملكة رفعت ملابسها لكي لا يلامسها الماء لكن المفاجأة أنها لم تجد أي ماء تحتها، فقال لها سيدنا سليمان عليه السلام أنه لا يوجد ماء، وأن هذا القصر صنعته له الجن وأنه قصر ممرد من قوارير، هنا ظهرت حكمة بلقيس ملكة سبأ وأعلنت إيمانها وإسلامها وتوحيدها والاعتراف بأن الله تعالى هو الواحد الأحد رب الأرباب والمستحق للعبادة دون غيره.
وتذكر بعض الروايات المختلفة التي لم تذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة أن الملكة بلقيس قد تزوجت نبي الله سليمان عليه السلام بعد ذلك، وقد كانت الملكة بلقيس امرأة بكرا حيث إنها لم تتزوج قط قبل أن تلتقي سليمان عليه السلام، وكان بيت الزوجية ـــ على ما ذكر في المصادر التاريخية ـــ هو القصر الموجود بمدينة مأرب باليمن، وقيل إنها أنجبت من نبي الله سليمان عليه السلام ولدا واحدا كان يسمى رحبعم، ولقد توفي هذا الولد ثم ماتت الملكة بلقيس بعد وفاة ولدها بنحو عام واحد، والله أعلم.
ختاما إخواني الكرام إذا كنتم على معرفة بمعلومة أخرى لم نذكرها في هذا الفيديو/ هذه المقالة فرجاء أكتبوا لنا تعليقا توضحون فيه ذلك، وسنكون مسرورين بالإجابة. كما لا تنسوا الاشتراك بقناتنا على اليوتيوب ومشاركة الفيديو مع الأصدقاء والضغط على زر الإعجاب لتحفيزنا على الاستمرار، دمتم في حفظ الله رعايته، وإلى اللقاء في مقالة وفيديو جديد بحول الله.
تعليقات
إرسال تعليق