حقائق وأسرار تجهلها عن سورة البقرةا!! |
أحبابي في الله، أعزائي الكرام، متابعي ومشاهدي قناة أفكار إسلامية وموقع afkarislamiya.info الكرام نبارك لكم قدوم هذا الشهر المبارك الأغر وندعو الله العزيز القدير أن يجعلنا وإياكم من عباده المتقين الذين يصومون النهار ويقومون الليل راجين مغفرته وثوابه وأن يكتبنا وإياكم من الفائزين بجائزة غفرانه ورحمته، لذلك نقدم لكم ضمن هذا الفيديو الجديد موضوعا مهما متصلا بإحدى سور القرآن العظيم وهي سورة البقرة وتحديدا إحدى القصص الرائعة التي تضمنتها وهي قصة بداية الخليقة ونأمل من الله عز وجل أن تنال إعجابكم.
أعطت سورة البقرة من القرآن الكريم مساحة مهمة لقضية الخلق وبدء الخليقة، وللعلاقة التي ربطت سيدنا آدم عليه سلام الله وملائكته الأبرار، كما تحدثت عن ظهور الشيطان ليفسد هذه الصورة الرائعة، وليصنع بداية نوع من الصراع الأبدي بينه وبين بني آدم في الحياة.
لقد كانت بداية هذا الصراع، عندما أراد الله خلق آدم، عليه السلام، من التراب فأرسل ملكًا من الملائكة ليقبض قبضة من تراب الأرض، ثم بعد ذلك كان خلق سيدنا آدم، وظلَّ هذا المخلوق الجديد بين الماء والطين مدة من الزمن، ثم أوحى الله تعالى إلى ملائكته قائلا: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).
وهنا يجب علينا أن نتوقف قليلا ونتأمل جيدا الصورة كاملة، ونلقى شيئا من الضوء على أحد أبرز أطرافها الأساسية وهم الملائكة، يقول كتاب "عالم الملائكة" للكاتب مصطفى عاشور، الذي صدر عن مكتبة القرآن، إن الملائكة، عليهم السلام، هم "سفرة بين الله تعالى ورسله عليهم السلام، كرام خَلقا وخُلقا، كرام على الله تعالى، بررة طاهرون ذاتا وصفة وأفعالا، مطيعون لله عز وجل، وهم خلق من خلق الله، خلقهم من النور لعبادته، ليسوا بنات لله ولا أولادا، ولا شركاء معه، ولا أندادا له"، إن هذا الكلام مهم جدا لأنه يثير قضية مهمة، حيث إنه يعلن رفض كلام القائلين إن الملائكة عليهم السلام، هن بنات الله.. وقد يقول قائل: وهل هناك من قال هذا الأمر؟
<><>
طبعا، هناك من قال إن الملائكة عليهم السلام، هن بنات الله.. يقول العلامة ابن كثير في كتابه "تفسير القرآن العظيم" منكرًا على هؤلاء المشركين تسميتهم الملائكة، عليهم السلام، تسمية الأنثى، وجعلهم لهم أنهم بنات الله، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا﴾ فاستنكر الله عليهم ذلك القول فقال عز من قائل: ﴿أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ ولهذا قال ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْم﴾ أي إنهم قوم: ليس لهم علم صحيح يصدق ما قالوه، بل هو كذب، وزور، وافتراء، وكفر شنيع.
وفي السياق نفسه ورد في تفسير البغوي، أن قبيلة " بنى سلمة وجهينة وبنى عبد الدار" زعموا أن الملائكة بنات الله، تعالى الله عما يقول هؤلاء الظالمون علوًّا كبيرًا، يقول البغوي: "جعلوا لله البنات ولأنفسهم البنين"، بينما نجد "العراقي " يقول في كتابه الهام "طرح التثريب:" "والقائلون اتخذ الله سبحانه ولدا هم من قال من اليهود بأن عزيرا ابن الله تعالى، ومن قال من النصارى بأن المسيح ابن الله تعالى، ومن قال من العرب بأن الملائكة بنات الله، تعالى عن ذلك، وهو الأمر الذي نفاه القرآن الكريم".
أما عن علاقة الملائكة بـآدم عليه السلام أبو البشر.. فنرجع مرة ثانية للتوقف عند علاقة الملائكة الكرام بآدم عليه السلام، فقد أخبر الله تعالى ملائكته الكرام بأنه: ﴿جاعل في الأرض خليفة﴾ فكان رد هؤلاء غريبا جدا ويدل على معرفة سابقة أو رؤية تستشرف المستقبل، فحسب ما ذكر في الجزء الأول من الكتاب المهم "البداية والنهاية" لابن كثير فإن الله خاطب ملائكته الكرام قائلًا لهم: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ أخبرهم بذلك الأمر الجليل على سبيل التنويه الإشارة إلى خلق نبي الله آدم وذريته، كما يخبرهم بالأمر العظيم قبل حدوثه ووقوعه، فقالت الملائكة سائلينه على وجه الاستعلام والاستكشاف عن وجه الحكمة في ذلك، لا على وجه التنقص والاعتراض لبنى آدم، والحسد لهم كما قد يظن بعض المفسرين لقوله تعالى: ﴿قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾.
إن الله تعالى بعد ذلك قد بين للملائكة الكرام شرف آدم عليه السلام بالعلم والحكمة، فقال عز من قائل ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ في ذلك قال ابن عباس ترجمان القرآن رضي الله عنه: هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس، إنسان، ودابة، وأرض، وسهل، وبحر، وجبل، وجمل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها، وقال مجاهد: علمه إسم كل دابة، وكل طير، وكل شيء، وكذا قال وقتادة وسعيد بن جبير، وغير واحد.
وبعد تعليمه الأسماء قال تعالى: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ﴾ واستمر قائلا ﴿أَنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين﴾، قال في ذلك الحسن البصري رحمة الله عليه: لما أراد الله تعالى خلق آدم عليه السلام قالت الملائكة: لا يخلق ربنا خلقًا إلا كنا أعلم منه، فابتلوا بهذا، وذلك الظاهر في قوله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. واستدراكهم بالقول: ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا﴾ واستدراكهم أيضا ﴿إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.
وبعدها جاءت اللحظة الحاسمة حين قال الله تعالى: ﴿ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾ فَلَمَّا أَخبرهم بِأَسماء تلك الأشياء قَالَ الله تعالى لهم: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ وأيضا: ﴿أَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ أي: أعلم السر كما أعلم العلانية. وقيل: إن مراد الله تعالى بقوله: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ هو قولهم ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها﴾.
أما قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ فالمراد به: إبليس حين أسر الكبر على آدم عليه السلام، قال ذلك سعيد بن جبير وغيره، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا﴾ هذا إكرام عظيم من الله عز وجل لآدم عليه السلام حين خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، كما يظهر في قوله: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾، فتلك أربع تشريفات عظيمة: "خلقه له بيده الكريمة، ونفخه فيه من روحه، وأمره للملائكة بالسجود له، وتعليمه أسماء الأشياء".
وبعدها سجد الملائكة لآدم عليه السلام طاعة لربهم، كما تعلمون، لكن إبليس الملعون أبى واستكبر.. وتلك قصة أخرى سوف نوردها قريبا، لذلك اشترك في قناتنا في اليوتيوب هنا وقائمة موقعنا الإلكتروني هنا.
ختاما عزيزي القارئ يمكنك متابعة فيديوهات يوتيوب بالضغط هنا، ولكي تقرأ المقالات التي سننشرها بوتيرة أكبر خلال هذه الفترة القادمة إن شاء الله تعالى ويمكنك في ذات الوقت قراءة المقالات السابقة في موقعنا هذا، ولا تنسى أيضا مشاركة هذه المقالة ونشره في مواقع التواصل إذا نالت إعجابك واستفدت منها.
تعليقات
إرسال تعليق