هل تعرف من أشجع جاسوس بالتاريخ؟ الجواب سوف يذهلك!! |
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أهلا بكم من جديد أحبائي الكرام متابعي قناة أفكار إسلامية وقراء موقع afkarislamiya.info كما جرت العادة، نقدم لكم فيديو جديد نرجو من الله أن ينال إعجابكم ولكن قبل أن نبدأ شرفونا بالاشتراك في القناة وتفعيل جرس التنبيهات ليصلكم الجديد والمفيد باستمرار، كما لا تنسوا مشاركة الفيديو مع الأصدقاء لتعم الفائدة بإذن الله.
إن مهمة الجواسيس والعيون هي استقصاء الأخبار والمعلومات، لكن هذه الوظيفة دائما وأبدا ما تكون مهمة من أصعب المهمات والوظائف، وخاصة في أثناء اندلاع المعارك والحروب واحتدام الجيوش المتقاتلة مع بعضها البعض، ولكن هل سمعتم يوما ما عن أشجع جاسوس في التاريخ، هذا الجاسوس الذي ذهب لوحده إلى جيوش الأعداء، واستطاع أن ينجح في مهمته بعد أن خلف وراءه خسائر معتبرة في صفوف العدو، وقد كان ذلك في زمن معركة القادسية الشهيرة، والتي وقعت رحاها بين جيوش المسلمين و جيوش الفرس.
فقد كان سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو قائد جيوش المسلمين آنذاك، وقد قام هذا الصحابي الجليل بإرسال سبعة جنود وذلك من أجل معرفة أخبار الفرس وتحصيل معلومات حول جيوشهم، كما أمرهم أيضا بأن يقوموا بأسر أحد رجال الفرس إن استطاعوا ذلك!! وبمجرد انطلاق هؤلاء الرجال السبعة كانت هناك مفاجأة تنتظرهم فقد تفاجئوا بجيوش الفرس أمامهم مباشرة.. وكانوا يظنون أن مكان معسكر الفرس بعيد عنهم.. فتشاوروا بينهم وقالو نعود أدراجنا إلا رجل شجاعا منهم رفض العودة مطلقا إلا بعد أن يتم المهمة التي أوكلها له سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه !!
وبالفعل رجع الرجال الستة إلى معسكرات جيوش المسلمين.. أما بطلنا الشجاع فقد اتجه وحده نحو جيوش الفرس ليقتحم دفاعاتها، فالتف حول معسكرات الأعداء واختار الأماكن التي توجد بها مستنقعات مياه، وبدأ التسلل حتى تجاوز مقدمة الجيوش الفارسية والمكونة من أربعين ألف مقاتل، ثم تجاوز الجيش كله حتى وصل به المطاف إلى خيمة بيضاء كبيرة، بالقرب منها صفت خيول هي من أفضل الخيول وأنجبها، فعلم أن هذه خيمة هي خيمة قائد الفرس" رستم فرخزاد "فانتظر في ذلك المكان حتى جن الليل، وعندما أحاط الليل بظلامه كل شيء ذهب إلى الخيمة الكبيرة، فضرب بسيفه البتار حبال تلك الخيمة، فوقعت برمتها على " رستم "ومن معه بداخلها، ثم قام بقطع أربطة الخيل وأخذ الخيل معه وشرع في الجري. وكان هدفه من هذا الصنيع أن يهين الفرس أشد الإهانة، وأن يلقي الرعب والفزع في أفئدتهم !!
وحينما بدأ عملية الهروب بالخيل تبعه مجموعة من الفرسان.. فكان هذا الشجاع كلما اقتربوا منه أسرع الجري.. وكلما ابتعد عنهم قليلا تباطأ لكي يلحقوا به، لأنه كان قد عقد العزم في نفسه أن يستدرج أحدهم ويذهب به إلى معسكرات جيوش المسلمين كما أمره قائده سعد بن أبي وقاص.. فلم يستطع أن يلحق به إلا ثلاثة من الفرسان .. فقتل إثنين منهم، وقام بأسر الثالث.
لقد أمسك بطلنا المغوار بالأسير وقام بوضع سن الرمح في ظهره وجعله يجرى أمامه إلى أن وصل به الى معسكرات المسلمين واستأذن البطل الشجاع في إدخله على سعد بن أبي وقاص.. فطلب الرجل الفارسي الأمان مقابل قول الحقيقة، وهو ما قبل به سعد مقابل الصدق التام وعدم الكذب، فطلب منه سعد أن يمده بمعلومات عن جيش الفرس.. فقال الفارسي والذهول يملأ نفسه قبل ان اخبركم عن جيش الفرس دعني أخبركم قليلا عن رجلكم الشجاع..
فقال الرجل الفارسي: إن هذا الرجل الشجاع لم أرى مثله بتاتا؛ فقد دخلت حروبا ومعارك كثيرة منذ صغري، لكنني لم أرى رجلا بإمكانه تجاوز معسكرين لا يمكن أن تتجاوزهما جيوش كبرى، ثم قام بتقطيع خيمة القائد بل وأخذ فرسه، وبعد ذلك تبعته أنا وفارسين، فقام هذا البطل بقتل الفارس الأول وهو فارس صنديد يعادل في قوته ألف فارس، وقام أيضا بقتل الفارس الثاني والذي تعادل قوته أيضا قوة ألف فارس، والإثنان هم أبناء عمومتي؛ فتابعته أنا وفي صدري غضب وإصرار شديدين على الثأر للفارسين اللذين قتلا، ولا أعلم أحدا في بلاد فارس يعادل قوتي، فرأيتُ من عنده الموت المحقق، فاستسلمت، وصرت إلى ما ترى أسيرا لديكم، فإن كان لديكم شجعان مثله فأنا مقتنع أنه لا هزيمة لكم اليوم، ثم أعــلن ذلك الفارسي إسلامه بعد ذلك.
أتدرون من هو هذا البطل المغوار الذى أذل الفُرس واخترق صفوف جيوشهم، بل وأهان رئيسهم؟ إنه الصحابي الجليل طليحة بن خويلد الأسدي، ذلك الصحابي الشجاع الذي مثل أروع مثال في التضحية والفداء وبذل النفس في سبيل إعلاء كلمة الله، وهو بفعله العظيم هذا قد رسخ لدى الفرس اعتقادا جازما بأن وجود مثل هذه العينة من الفرسان المسلمين الشجعان في جيوش الإسلام يجعل أمر إلحاق الهزيمة والمهانة بالإسلام والمسلمين شيئا مستحيلا.
فهذا المثال وغيره كثير هو الذي جعل الدولة الإسلامية تتوسع رقعتها وتصير الحضارة الإسلامية هي الحضارة المسيطرة على العالم أنذاك، وتصل دعوة الإسلام إلى مناطق بعيدة جدا عن الجزيرة العربية مهد الإسلام، كما أن هذا النموذج يستنهض الهمم ويحثها على السير في طريق الحق والتضحية في سبيل الله من أجل خيري الدنيا والآخرة.
شاهد فيديو حول الموضوع
فرجة ممتعة
اشترك في القناة ليصلك جديد المواضيع الحصرية
ختاما أيها القارئ الكريم، إن هذه القصة المعبرة ليست فقط للتسلية وإزجاء الوقت وإنما هي من أجل أخذ العبرة والعظة والتعرف على قصص رجال ونساء صدقوا الله فصدقهم وخلد ذكرهم في العالمين، فإذا كنت على معرفة بمعلومة أخرى لم نذكرها في هذه المقالة فرجاء أكتب لنا تعليقا توضح فيه ذلك، وسنكون مسرورين بالإجابة، كما لا تنسوا الاشتراك في قناتنا على اليوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ليصلكم جديد فيديوهاتنا فور نشرها في القناة.
تعليقات
إرسال تعليق