هل تعلم لما لم يؤذن النبي ﷺ ولو لمرة في حياته؟ ستبكي إذا عرفت السبب الحقيقي |
أعزائي الكرام متابعي ومشاهدي قناة أفكار إسلامية وموقع afkarislamiya.info كما جرت العادة، نسعد في هذا الفيديو بأن نقدم لكم موضوعا شيقا وجديدا نأمل من الله تعالى أن ينال إعجابكم ويحوز رضاكم وأن يجعل أجر التعرف على سيرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في ميزان حسناتنا وحسناتكم:
ورد على دار الإفتاء المصرية سؤال مفاده: "هل ورد في السيرة العطرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أذن للصلاة؟ وإذا لم يرد ذلك، فما الحكمة المستفادة من كونه ترك الآذان طوال حياته المباركة - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطاهرين؟" فكان رد علماء دار الإفتاء كما يلي:
الإجابة كالتالي والله أعلم :لم يثبت ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قد أذن للصلاة مرة طوال مدة حياته الشريفة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد أشار إلى هذا الأمر العلماء والفقهاء في معرض حديثهم وذكرهم لأدلة القائلين بالمفاضلة والموازنة بين الإمامة والآذان أيهما أفضل؛ وفي ذلك يقول أحد العلماء الأفذاذ،وهو الإمام النووي: [وَاحْتَجَّ لِمَنْ رَجَّحَ الإِمَامَةَ بِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثُمَّ الْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ أَمُّوا وَلَمْ يُؤَذِّنُوا، وَكَذَا كِبَارُ الْعُلَمَاءِ بَعْدَهُمْ... وَأَجَابَ هَؤُلاءِ عَنْ مُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عَلَى الإِمَامَةِ، وَكَذَلك مَنْ بَعْدَهُ مِنْ الْخُلَفَاءِ وَالأَئِمَّةِ وَلَمْ يُؤَذِّنُوا بِأَنَّهُمْ كَانُوا مَشْغُولِينَ بِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي لا يَقُومُ غَيْرُهُمْ فِيهَا مَقَامَهُمْ، فَلَمْ يَتَفَرَّغُوا لِلأَذَانِ وَمُرَاعَاةِ أَوْقَاتِهِ، وَأَمَّا الإِمَامَةُ فَلا بُدَّ لَهُمْ مِنْ صَلاةٍ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا التَّفسير مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: "لَوْ كُنْتُ أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الْخِلافَةِ لأَذَّنْتُ"] انتهى.
وعموما فقد أشار علماء الشريعة إلى مجموعة من الحِكم المتعلقة بتركه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وسلم للآذان، نذكر منها خمس حكم :
1- لأنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان داعيًا إلى الله فلم يجز له أن يشهد لنفسه.
2- أنه لو قام بالآذان لكان قد يكون ممن قد يتخلفون عن الإجابة داخلًا في قوله عز وجل: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾[سورة الفرقان: الآية 63]، وفي ذلك يقول العالم الحطاب في كتاب "مواهب الجليل": [وَإِنَّمَا تَرَكَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ لأَنَّهُ لَوْ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» وَلَمْ يُعَجِّلُوا لَحِقَتْهُمْ الْعُقُوبَةُ؛ لقوله عز وجل: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ [سورة الفرقان: الآية 63] .
3-أنه لو أذن صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وقال: أشهد أن محمدًا رسول الله لتوهّم الناس أن هناك نبيًّا سواه.
4- انشغاله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأمور الدين وسياسة الدولة الإسلامية وضيق وقته لأجل ذلك، وفي ذلك قال العلامة البهوتي الحنبلي رحمة الله عليه في كتاب "كشاف القناع": [وَإِنَّمَا لَمْ يَتَوَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَخُلَفَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ الأَذَانَ؛ لِضِيقِ وَقْتِهِمْ عَنْهُ] انتهى قول العلامة.
5- وقيل أيضا في سبب عدم آذانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: أن الأذان رآه غيره )وهو عبد الله بن زيد( في المنام، فأوكل به غيره.
وتجدر الإشارة هنا، أنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلدم ق أذَّن النبي في أذن سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضوان الله عليهما، فقد ورد عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه أنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أَذَّنَ في أُذُنِ الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة" أخرجه الإمام الترمذي في كتاب "السنن"، وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح.
[فرجة ممتعة]
تعليقات
إرسال تعليق